حينما ألقي القبض على الحاج محمد بن البشير سنة 1876م من طرف المولى الحسن الاول، وبعث به مسجونا الى فاس، ولى القائد السيد بولنوار الهبيل العتيقي قائدا كبيرا على بني يزناسن. وأول
مافعله هذا القائد هو اعتقال جميع
أنصار وأشياع
محمد بن البشير وأرسلهم إلى سجن العيون سيدي ملوك، وبذلك أصبح القائد
بولنوار الحاكم لبني يزناسن بعدما كانت القيادة متمثلة في محمد بن البشير،
وتحولت الزعامة من قبيلة بني وريمش إلى قبيلة بني عتيق. من الذين سجنوا
ايضا مع محمد بن البشير ابنه المعروف بمحمد الصغير الذي تقول بعض الروايات
انه هرب من السجن ويرجع إلى بلده وكان مسكنه بالحمري، وعندما رجع صرح
بأنه سيعتزل السياسة، وعندما وفدوا عليه بعض رؤساء القبائل وممن وفدوا عليه
القائد الدخيسي بن علي من قبيلة هوارة وقال له كيف تعتزل السياسة وأصدقاءكم
وأصدقاء والدكم في غيابات السجون، فبعد تفكير في الامر وافقهم على ما
نووا القيام به وهو محاربة القائد بولنوار وإزالته عن قيادة بني يزناسن.
لما وصل الخبر إلى القائد بولنوار استدعى بعض الذين زاروا محمد الصغير
في بيته ولامهم وعاتبهم وعللوا بأن هذه الزيارة للسلام عليه فقط، ولم
يكن يعلم يعني القائد بولنوار ما اتفقوا عليه من محاربته، ولم يمضي وقت طويل
حتى فوجئ بجيش كبير امام منزل محمد الصغير بالحمري مصمم لمحاربته، وحينئذ نزل من قرية تغاسروث قاصدا حرب محمد الصغير، إلتقى
الجمعان قرب مدينة بركان أمام قبة سيدي
المخفي. قتل القائد بولنوار برصاصة خرجت من جيش
محمد الصغير
وتزعزع الجيش واضطرب وانهزم شر هزيمة. حينما بلغ خبر
هذه المعركة إلى المولى الحسن سلم ظهير التولية على بني
يزناسن لمحمد
الصغير، وبذلك رجعت السلطة العليا في بني يزناسن إلى بني
وريمش من بني
عتيق مرة ثانية. وكان أول مافعله
أصحاب محمد الصغير بعد إنتصاره في المعركة أن توجهوا إلى سجن العيون سيدي ملوك
وأطلقوا سراح أصدقائهم.
هناك بعض الرويات تقول بان محمد الصغير لم يهرب من السجن، وانما أطلق سراحه لكي يرد الامور إلى نصابها بعد ماتبين للسلطان ان القائد بولنوار استبد كثيرا وانه قام بانتقامات شخصية، فاطلق سراح محمد الصغير واشيع بانه فر من السجن، وسيضبط الامور بدافع ما بينه وبين أولاد الهبيل من عداوة يعلمها السلطان نفسه، وان محمد الصغير نسخة من والده محمد بن البشير في البطولة والمغامرة في سبيل المجد، كما انه سيكون على الطاعة على عكس ماظهر من والده الذي شق عصا الطاعة من غير قصد وانما كان بدافع نزوة العداواة والمنافسة بينه وبين ابن الشليح.
إذا كان القائد بولنوار له القيادة العليا في بني يزناسن وله الامر والنهي وربما وصله خبر فرار محمد الصغير من السجن فلماذا لم يعتقله في الحين، الجواب على هذا السؤال هو ان محمد الصغير له آلاف الاشياع الذين سيدافعون عنه ويحولون دون حدوث اعتقاله ويمتلك قوة لايستهان بها، هذه القوة هي الركيزة الاساسية للحكم وهي عماد الحياة في ذلك العهد، وكل هذا يعلمه القائد بولنوار دون محالة. وهناك رواية تقول انه لما القي القبض على الحاج محمد بن البشير فر ابنه إلى تلمسان، وبعد ثلاث سنوات رجع الى بركان على إثر مكاتبات بينه وبين القائد بولنوار يحثه فيها على الرجوع على ذمته وانه لما رجع القي عليه القبض وارسل الى فاس فنفي هنالك سنة كاملة أطلق سراحه بعدها، فحدث ماذكرناه سالفا، هنا يقول المرحوم قدور الورطاسي مايلي: وهذه هي الحقيقة التي رواها لي القائد المنصوري ابن الحاج محمد الصغير.
هناك بعض الرويات تقول بان محمد الصغير لم يهرب من السجن، وانما أطلق سراحه لكي يرد الامور إلى نصابها بعد ماتبين للسلطان ان القائد بولنوار استبد كثيرا وانه قام بانتقامات شخصية، فاطلق سراح محمد الصغير واشيع بانه فر من السجن، وسيضبط الامور بدافع ما بينه وبين أولاد الهبيل من عداوة يعلمها السلطان نفسه، وان محمد الصغير نسخة من والده محمد بن البشير في البطولة والمغامرة في سبيل المجد، كما انه سيكون على الطاعة على عكس ماظهر من والده الذي شق عصا الطاعة من غير قصد وانما كان بدافع نزوة العداواة والمنافسة بينه وبين ابن الشليح.
إذا كان القائد بولنوار له القيادة العليا في بني يزناسن وله الامر والنهي وربما وصله خبر فرار محمد الصغير من السجن فلماذا لم يعتقله في الحين، الجواب على هذا السؤال هو ان محمد الصغير له آلاف الاشياع الذين سيدافعون عنه ويحولون دون حدوث اعتقاله ويمتلك قوة لايستهان بها، هذه القوة هي الركيزة الاساسية للحكم وهي عماد الحياة في ذلك العهد، وكل هذا يعلمه القائد بولنوار دون محالة. وهناك رواية تقول انه لما القي القبض على الحاج محمد بن البشير فر ابنه إلى تلمسان، وبعد ثلاث سنوات رجع الى بركان على إثر مكاتبات بينه وبين القائد بولنوار يحثه فيها على الرجوع على ذمته وانه لما رجع القي عليه القبض وارسل الى فاس فنفي هنالك سنة كاملة أطلق سراحه بعدها، فحدث ماذكرناه سالفا، هنا يقول المرحوم قدور الورطاسي مايلي: وهذه هي الحقيقة التي رواها لي القائد المنصوري ابن الحاج محمد الصغير.