الحاج محمد بن البشير بن مسعود
بعد مقتل الحاج ميمون بن البشير خلفه اخوه الحاج محمد بن البشير على قيادة بني يزناسن. وفي 23ــ 7ــ 1864م اغار بنو يزناسن على لمهاية باحواز وجدة في الوقت الذي كانت جماعة من اعيان هؤلاء تتفاوض مع عامل المدينة أحمد بن الداودي في شأن إغتيال الحاج ميمون. وبما ان هذه المفاوضات لم تسفر عن اي نتيجة ايجابية التجأت 150 خيمة من لمهاية الى الجزائر حتى صيف 1866م حيث استجاب ابوبكر لمهياوي قائد لمهاية لطلب احالة العيد بن بوجمعة قاتل الحاج ميمون على القضاء ومغادرة التراب الجزائري.
الحاج محمد بن البشير بن مسعود الوريمشي البوخريصي اليزناسني من قسم بني وريمش من القبيلة الكبرى لبني يزناسن. وفرقته الكبرى تدعى أولاد بوخريص، والعائلة الصغيرة تدعى أولاد البشير أمسعود. وكان يسكن قصرا ببرديل نواحي تافوغالت ومازال أنقاضه موجودا إلى الآن. ومن أولاده الحاج محمد الصغير ومن ولد هذا الاخير الحاج محمد المنصوري، وقد كان الحاج محمد بن البشير أحد الابطال العظام في بني وريمش وفي جميع أنحاء المغرب الشرقي، له خبرة بالحرب، ونجدة عجيبة، وبعد نظر، وسعة صدر. بالاضافة الى تعففه عن اموال الناس وممتلكاتهم. كان يتوفر على صفات الرجولة، وقد ورث عنه أبناءه وحفدته هذه الصفات. كان معروفا بشدة تعلقه بشؤون دينه، ولم يعرف عنه انه استغنى بزعامته باستغلال نفوذها. فقد مات رحمه الله ولم يخلف شيئا يذكر، بل حتى قصره لا يلوح بما تلوح به القصور من آيات الثراء و النعمة. ومن البديهي ان يكون له مساعدون كثر تتسم بينهم وبينه صفات الاخوة والمواساة والاحترام ربما لعبوا دورا مهما وكبيرا لوصوله الى زعامة بني يزناسن.
كان هذا الرجل طموحا محبا للمجد والتألق وكان يريد ان يعزل عامل وجدة عن الدور السياسي، وقد حصل الزعيم الوريمشي على مبتغاه حين ولاه السلطان الحسن الاول قائدا كبيرا على بني يزناسن وعاملا على وجدة خلفا للعامل عبد القادر بن الحسين في نونبر 1874م. هذا التنصيب لقي معارضة كل من بني ادرار بزعامة الحاج محمد الزعيمي واهل انكاد ولمهاية، وما كانت إلا أيام قلائل حتى وقعت حروب متطاحنة بين الطرفين.
علم السلطان المولى الحسن الاول وهو بفاس بهذه الاحداث، فعقد لاخيه علي على جيش واضاف اليه القائد ابا زيد عبد الرحمن بن الشليح الزراري وبعثهما إلى وجدة، وكان ابن الشليح يتولى عمالة تازة، وكان اهل وجدة يكرهون ولاية ولد البشير عليهم ويحبون ولاية ابن الشليح إذ كان له وسيط في تلك الناحية وربما كانت له مراسلات مع عرب آنكاد، ولما أحس ولد البشير بذلك إنصبغت العداوة بينه وبين ابن الشليح، فقامت قيامة ولد البشير وعلم انه لايصفو له عيش معه، فعزم على أن يطرده عن تلك البلاد ويرده من حيث جاء، ولما قرب ابن الشليح من ارضه إنسبت الحرب بينهما، وكان غرض محمد بن البشير ان يضم اخا السلطان ويقربه اليه ويقوم بخدمته ويطرد عدوه ابن الشليح، ثم وقعت الحرب وانهزم الجيش وانتهبت المحلة، وعاد ابن الشليح إلى السلطان واخبره الخبر، وعلى إثر ذلك كتب محمد بن البشير الى السلطان يعلمه بانه لازال على الطاعة لم يبدل ولم يغير واخبره بان الذين انتهبوا المحلة هم من السفهاء وانه حدث ذلك من غير اذنه ولا موافقته على ذلك.
وفي سنة 1293هــ/ 1876م خرج السلطان قاصدا وجدة وبني يزناسن، فلما وصل تلقاه بنو يزناسن خاضعين تابعين فعفا عنهم لكونهم ثغر من ثغور المسلمين، وقبض على محمد بن البشير وبعث به مسجونا الى فاس. إن ما قام به ابن البشير ليس شق عصا الطاعة ولم يخرج عن السلطان بل كانت نيته هو ابعاد ابن الشليح فقط، فهو معروف عنه انه مخلص لدينه ووطنه ووملكه، ولكن تفكيره خانه أو تأثر بمشورة حاشيته التي أدت به إلى هذه النهاية المحزنة. الواجب عليه ان يرضخ لأمر السلطان وان كان فيه عزله.
كانت رئاسة بني يزناسن متمثلة في محمد بن البشير بن مسعود الوريمشي، عندما عزل وارسل الى سجن فاس ولى السلطان المولى الحسن القائد السيد بولنوار الهبيل العتيقي قائدا كبيرا على بني يزناسن.
بعد مقتل الحاج ميمون بن البشير خلفه اخوه الحاج محمد بن البشير على قيادة بني يزناسن. وفي 23ــ 7ــ 1864م اغار بنو يزناسن على لمهاية باحواز وجدة في الوقت الذي كانت جماعة من اعيان هؤلاء تتفاوض مع عامل المدينة أحمد بن الداودي في شأن إغتيال الحاج ميمون. وبما ان هذه المفاوضات لم تسفر عن اي نتيجة ايجابية التجأت 150 خيمة من لمهاية الى الجزائر حتى صيف 1866م حيث استجاب ابوبكر لمهياوي قائد لمهاية لطلب احالة العيد بن بوجمعة قاتل الحاج ميمون على القضاء ومغادرة التراب الجزائري.
الحاج محمد بن البشير بن مسعود الوريمشي البوخريصي اليزناسني من قسم بني وريمش من القبيلة الكبرى لبني يزناسن. وفرقته الكبرى تدعى أولاد بوخريص، والعائلة الصغيرة تدعى أولاد البشير أمسعود. وكان يسكن قصرا ببرديل نواحي تافوغالت ومازال أنقاضه موجودا إلى الآن. ومن أولاده الحاج محمد الصغير ومن ولد هذا الاخير الحاج محمد المنصوري، وقد كان الحاج محمد بن البشير أحد الابطال العظام في بني وريمش وفي جميع أنحاء المغرب الشرقي، له خبرة بالحرب، ونجدة عجيبة، وبعد نظر، وسعة صدر. بالاضافة الى تعففه عن اموال الناس وممتلكاتهم. كان يتوفر على صفات الرجولة، وقد ورث عنه أبناءه وحفدته هذه الصفات. كان معروفا بشدة تعلقه بشؤون دينه، ولم يعرف عنه انه استغنى بزعامته باستغلال نفوذها. فقد مات رحمه الله ولم يخلف شيئا يذكر، بل حتى قصره لا يلوح بما تلوح به القصور من آيات الثراء و النعمة. ومن البديهي ان يكون له مساعدون كثر تتسم بينهم وبينه صفات الاخوة والمواساة والاحترام ربما لعبوا دورا مهما وكبيرا لوصوله الى زعامة بني يزناسن.
كان هذا الرجل طموحا محبا للمجد والتألق وكان يريد ان يعزل عامل وجدة عن الدور السياسي، وقد حصل الزعيم الوريمشي على مبتغاه حين ولاه السلطان الحسن الاول قائدا كبيرا على بني يزناسن وعاملا على وجدة خلفا للعامل عبد القادر بن الحسين في نونبر 1874م. هذا التنصيب لقي معارضة كل من بني ادرار بزعامة الحاج محمد الزعيمي واهل انكاد ولمهاية، وما كانت إلا أيام قلائل حتى وقعت حروب متطاحنة بين الطرفين.
علم السلطان المولى الحسن الاول وهو بفاس بهذه الاحداث، فعقد لاخيه علي على جيش واضاف اليه القائد ابا زيد عبد الرحمن بن الشليح الزراري وبعثهما إلى وجدة، وكان ابن الشليح يتولى عمالة تازة، وكان اهل وجدة يكرهون ولاية ولد البشير عليهم ويحبون ولاية ابن الشليح إذ كان له وسيط في تلك الناحية وربما كانت له مراسلات مع عرب آنكاد، ولما أحس ولد البشير بذلك إنصبغت العداوة بينه وبين ابن الشليح، فقامت قيامة ولد البشير وعلم انه لايصفو له عيش معه، فعزم على أن يطرده عن تلك البلاد ويرده من حيث جاء، ولما قرب ابن الشليح من ارضه إنسبت الحرب بينهما، وكان غرض محمد بن البشير ان يضم اخا السلطان ويقربه اليه ويقوم بخدمته ويطرد عدوه ابن الشليح، ثم وقعت الحرب وانهزم الجيش وانتهبت المحلة، وعاد ابن الشليح إلى السلطان واخبره الخبر، وعلى إثر ذلك كتب محمد بن البشير الى السلطان يعلمه بانه لازال على الطاعة لم يبدل ولم يغير واخبره بان الذين انتهبوا المحلة هم من السفهاء وانه حدث ذلك من غير اذنه ولا موافقته على ذلك.
وفي سنة 1293هــ/ 1876م خرج السلطان قاصدا وجدة وبني يزناسن، فلما وصل تلقاه بنو يزناسن خاضعين تابعين فعفا عنهم لكونهم ثغر من ثغور المسلمين، وقبض على محمد بن البشير وبعث به مسجونا الى فاس. إن ما قام به ابن البشير ليس شق عصا الطاعة ولم يخرج عن السلطان بل كانت نيته هو ابعاد ابن الشليح فقط، فهو معروف عنه انه مخلص لدينه ووطنه ووملكه، ولكن تفكيره خانه أو تأثر بمشورة حاشيته التي أدت به إلى هذه النهاية المحزنة. الواجب عليه ان يرضخ لأمر السلطان وان كان فيه عزله.
كانت رئاسة بني يزناسن متمثلة في محمد بن البشير بن مسعود الوريمشي، عندما عزل وارسل الى سجن فاس ولى السلطان المولى الحسن القائد السيد بولنوار الهبيل العتيقي قائدا كبيرا على بني يزناسن.