الحاج ميمون بن البشير او مسعود 1811م ــ 1863م
ولد الحاج ميمون سنة 1811م بقصر البشير او مسعود ببرديل ناحية تافوغالت وهو اخو الحاج محمد ابوهم هو البشير او مسعود¹ البوخريصي الوريمشي الذي كان يحكم كل بني يزناسن وكان له تأثير في كل البلاد .
مع وفاة هذا الاخير سنة 1846م خلفه ابنه الحاج ميمون الذي اخضع كل القبائل قهرا والزمهم بدفع الضرائب والعشور، بهذا الفعل هنأه المولى عبد الرحمن.
وفي سنة 1848م ذهب القائد ميمون الى الحج. وحين عودته كافح بعض الخارجين عليه الذين اغتنموا فرصة غيابه لتقويض نفوذه، لكن سرعان ما اعاد الامور الى نصابها. كان الحاج ميمون جنديا شجاعا، ذكيا، ذو حيوية وكان يتمتع بقدر كثير من السلطة بلا منازع، وكان يتولى بنفسه توزيع الضرائب والرسوم بجميع انواعها، وكان يقوم بهذه الاعمال بكل رعاية شخصية في جميع مناطق بني يزناسن وانكاد، وقد قيل انه في هذه الفترة كان نفوذه يمتد الى القبائل الصحراوية التابعة لامارة وجدة.
بعد الهزيمة العسكرية للمغرب في معركة اسلي اعقبتها هزيمة سياسية اخرى تتمثل في توقيع معاهدتي طنجة وللامغنية. إن اهم بند في معاهدة للامغنية هو تغيير الحدود من وادي تافنا الى وادي كيس، وبموجب نقل الحدود اصبحت بعض القبائل المغربية تابعة للسلطة الفرنسية، فقد كانت المشاكل تتراكم بين القبائل المتاخمة للحدود المغربية الجزائرية سنة بعد اخرى من جراء تشابك المصالح. فعلى إثر الهجومات التي شنها جيش القائد ميمون بن البشير او مسعود الوريمشي (1846م ــ 1863م) على اولاد ملوك ببني واسين لرد الصاع صاعين، حشد الجنرال دو منتوبان De Montauban في 10 ابريل 1852م ستة آلاف من المشاة واكثر من الف فارس وفرقة من المدفعية قرب مناصب كيس ثم اكتسح ديار بني ادرار ولمزاوير بالجرف الاحمر وبفج الكربوص، واولاد الغازي واولاد بن عزة باغبال وسيدي ميمون، وقبيل الظهيرة تراجع الى التراب الجزائري محملا بالغنائم المتنوعة ورغم احتجاج العامل محمد بن الطاهر أعاد الكرة في 14 و 15 ماي بمنطقة أغبال، وفي 15 يونيو قرب فج تيزي علي لافراغ مطامير زاوية اولاد سيدي رمضان فتلاحم المجاهدون بالمعتدين التحام الابطال والقوا عليهم الصخور من المرتفعات فدكوهم دكا وكسروا شوكتهم، وفي 24 يونيو أحرقت عدة قرى بأولاد المنكار وأولاد الغازي بعد مقاومة شديدة من طرف المجاهدين الذين جاءوا من قبائل بني وريمش وبني أدرار وأولاد المنكار وبني خلوف وبني مريصن وأهل تغجيرت. ولقد تزامنت هذه الحملات العدوانية مع موسم الحصاد فنهبت المحاصيل وفرقت جموع الحصادين بسهل تريفة.
وبما أن قبائل بني يزناسن كانت تتحمل أكثر من غيرها عبء المقاومة ضد الفرنسيين فقد كانت تطالب سكان المدن والقرى بالمساهمة المادية فيها، بل تفرضها عليها بالقوة مثلما وقع في 1853م، 1854م، و 1855م إذ هجم القائد ميمون على وجدة عدة مرات وفي سبتمبر 1854م فرض عليها غرامة قدرها 20 الف فرنك مما جعل بعض الاعيان يلتمسون الحماية الفرنسية.
والظاهر أن القلائل بين قبائل المنطقة كانت ترجع لنفس السبب: ففي أواخر يوليوز 1855م تكتلت بنو يزناسن مع بني بوزكو ولمزاوير ضد أولاد أحمد بن ابراهيم وأولاد علي بن طلحة ولمهاية والزكارة وبني يعلى. وفي غشت 1856م انهزمت بطون أولاد المنكار وأولاد الغازي من بني خالد أمام بني منقوش واضطرت إلى إقامة مؤقتة في وسط قبيلة امسيردة بالجزائر. ومن الطبيعي أن هذه الوضعية لم تكن لتسهل العلاقات الرسمية بين الادارتين المتجاورتين لاسيما في موسم جباية الضرائب.
ان مقاومة بني يزناسن تواصلت بدون هوادة ولا فتور ضد التوسع الاستعماري في التخوم المغربية الجزائرية. هذه الجموع كانت تغار على الفرنسيين بقيادة الحاج ميمون بن البشير او مسعود، وهذا تسبب في اشتباكات كبدت القوات الفرنسية خسائر مرعبة في ازوية، وفي فاتح سبتمبر في سيدي زاهر وفي 11 سبتمبر 1859م في تيولي. في ظل هذه الاحداث، بدأت فرنسا تستعد بكل قواها العسكرية التي كانت مرابطة على الحدود لمعاقبة هذه القبائل وتأديبها وعدم التفكر مرة ثانية للهجوم على اراضيها.
إن القنصل الفرنسي كوستاف دو كاستيون Gustave De Castillon الذي كان يحتج من حين لآخر لدى الحكومة المغربية ويحملها عواقب الاحداث الجارية في شرق المغرب، وفي نفس الوقت كان يلتمس من الدوائر العسكرية بالجزائر استعمال القوة واستغلال ظروف مواتية في جوانب شتى. ولذلك لم يتوان الجنرال مارتمبري Martimprey في إعداد العدة وحشد القوات بمارتمبري دي كيس Martimprey du kiss (احفير حاليا) واتخذه معسكرا لقواته الكبيرة في سبتمبر واكتوبر 1859م.
توجه الجيش الفرنسي نحو قرية محمد أوبركان (مدينة أبركان حاليا) واتخذه معسكرا ثانيا لقربه من تافوغالت التي كانت وجهته ووفرت مياهه، بينما تعرضت طلائع الجيش لنيران بني يزناسن، بالاضافة إلى تفشي داء الكوليرا في صفوف الجيش الفرنسي. ان بني يزناسن كانوا على إطلاع كامل بأن الجيش الفرنسي كان متوفقا عدة وعددا وخصوصا المدفعية التي كانت تمطر المقاومين بوابل من القنابل وهم في قمم الجبال، وابتداء من يوم الخميس 30 ربيع الاول 1276هــ / 27 اكتوبر 1859م انطلقت الحملة عبر طريق قبيلة تاكمة التي هي في الحقيقة كانت غير متكافئة مع استبسالهم في ساحة المعركة ولهم الشرف إذ صمدوا الى الساعة السابعة مساء. وفي 29 اكتوبر سقطت تافوغالت في يد الفرنسيس ، حينها رأى القائد ميمون بن البشير ان يتفاوض على وقف إطلاق النار، بالفعل وقع ذلك بعدما طلب الجنرال مارتمبري من الحاج ميمون الحضور بنفسه، وفي صبيحة 30 اكتوبر 1859م التقى الحاج ميمون بالجنرال مارتمبري الذي فرض عليه شروط منها دفع 100فرنك غرامة عن كل مقاتل، على اساس عدد المقاتلين قدر بحوالي 12000، وارسال 13 من اعيان قبائل بني يزناسن كرهائن الى تلمسان: 1 من بني وريمش، 2 من بني منقوش، 4 من بني عتيق و 6 من بني خالد.
مدد الجنرال مارتمبري مدة إقامته في تافوغالت الى 4 نونبر لإظهار القوة والمهابة، وفي 2 نونبر استقبل الجنرال مارتمبري الامير سليمان بن عبد الرحمن بمحضر أعيان بني يزناسن منهم الحاج ميمون، ليلتمس منه المساعدة ضد السلطان محمد الرابع، فاستقبل بنوع من البرودة. المقابلة دامت حوالي نصف ساعة ولم تعط باختصاراي نتيجة، ثم وجه الى الجزائر حيث مكث بها عدة اسابيع.
ومن جهة أخرى فقد كان من اهداف الغزو الفرنسي ردع قبائل لمهاية وانكاد والزكارة مثلما فعل ببني يزناسن. ومن اجل ذلك قصد الجنرال دسفو Desvaux قصبة العيون سيدي ملوك مساء يوم 3 نونبر لاعتراض الظاعنين منها نحو الغرب ضمن عملية مشتركة مع فرقة الجنرال ديريو Durrieu التي تحركت من قاعدة سبدو بالجزائر يوم 4 نونبر لمطاردة الاهالي الذين نزحوا الى الهضاب العليا بمواشيهم ودوابهم واموالهم لما سمعوا بانهيار مقاومة بني يزناسن. اما بقية الجيش التي فقدت حوالي 3000 من رجالها من جراء داء الكوليرا فنزلت من تافوغالت الى سهل انكاد عبر سيدي بوهرية مع الجنرال مارتمبري Martimprey صباح نفس اليوم في شكل مجموعتين، الاولى انطلقت على الساعة 6:30 والثانية على 8:30 فعسكرتا بسيدي بوهرية، ثم في 5 نونبر قصدتا جبال الزكارة حيث التقيتا بكتيبة الجنرال دسفو Desvaux في قرية سيدي امحمت التي تركها اهلها بعد ان ناوشوا طلائع القوات الغازية. ولقد كان لمرور تلك الحشود العسكرية أعظم الاثر على حياة الاهالي بسبب اعمال النهب والتخريب التي ارتكبتها في حق القبائل والمداشر، وهذا مما دفع اعيان لمهاية وانكاد الى التماس الامان من الضباط الفرنسيين مقابل غرامة باهضة مقدارها 40.000 فرنك.
وفي 4 ــ 9 ــ 1863م اغتيل الحاج ميمون قائد بني يزناسن من طرف رجل من لمهاية اسمه العيد بن بوجمعة، فخلفه اخوه الحاج محمد بن البشير الذي سيتقوى مركزه في قومه فيما بعد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: مسعود هو جد البشيريين الذي هاجر من غريس ( بلدة جنوب مدينة معسكر بالجزائر بحوالي 20كلم) إلى بني يزناسن.
ولد الحاج ميمون سنة 1811م بقصر البشير او مسعود ببرديل ناحية تافوغالت وهو اخو الحاج محمد ابوهم هو البشير او مسعود¹ البوخريصي الوريمشي الذي كان يحكم كل بني يزناسن وكان له تأثير في كل البلاد .
مع وفاة هذا الاخير سنة 1846م خلفه ابنه الحاج ميمون الذي اخضع كل القبائل قهرا والزمهم بدفع الضرائب والعشور، بهذا الفعل هنأه المولى عبد الرحمن.
وفي سنة 1848م ذهب القائد ميمون الى الحج. وحين عودته كافح بعض الخارجين عليه الذين اغتنموا فرصة غيابه لتقويض نفوذه، لكن سرعان ما اعاد الامور الى نصابها. كان الحاج ميمون جنديا شجاعا، ذكيا، ذو حيوية وكان يتمتع بقدر كثير من السلطة بلا منازع، وكان يتولى بنفسه توزيع الضرائب والرسوم بجميع انواعها، وكان يقوم بهذه الاعمال بكل رعاية شخصية في جميع مناطق بني يزناسن وانكاد، وقد قيل انه في هذه الفترة كان نفوذه يمتد الى القبائل الصحراوية التابعة لامارة وجدة.
بعد الهزيمة العسكرية للمغرب في معركة اسلي اعقبتها هزيمة سياسية اخرى تتمثل في توقيع معاهدتي طنجة وللامغنية. إن اهم بند في معاهدة للامغنية هو تغيير الحدود من وادي تافنا الى وادي كيس، وبموجب نقل الحدود اصبحت بعض القبائل المغربية تابعة للسلطة الفرنسية، فقد كانت المشاكل تتراكم بين القبائل المتاخمة للحدود المغربية الجزائرية سنة بعد اخرى من جراء تشابك المصالح. فعلى إثر الهجومات التي شنها جيش القائد ميمون بن البشير او مسعود الوريمشي (1846م ــ 1863م) على اولاد ملوك ببني واسين لرد الصاع صاعين، حشد الجنرال دو منتوبان De Montauban في 10 ابريل 1852م ستة آلاف من المشاة واكثر من الف فارس وفرقة من المدفعية قرب مناصب كيس ثم اكتسح ديار بني ادرار ولمزاوير بالجرف الاحمر وبفج الكربوص، واولاد الغازي واولاد بن عزة باغبال وسيدي ميمون، وقبيل الظهيرة تراجع الى التراب الجزائري محملا بالغنائم المتنوعة ورغم احتجاج العامل محمد بن الطاهر أعاد الكرة في 14 و 15 ماي بمنطقة أغبال، وفي 15 يونيو قرب فج تيزي علي لافراغ مطامير زاوية اولاد سيدي رمضان فتلاحم المجاهدون بالمعتدين التحام الابطال والقوا عليهم الصخور من المرتفعات فدكوهم دكا وكسروا شوكتهم، وفي 24 يونيو أحرقت عدة قرى بأولاد المنكار وأولاد الغازي بعد مقاومة شديدة من طرف المجاهدين الذين جاءوا من قبائل بني وريمش وبني أدرار وأولاد المنكار وبني خلوف وبني مريصن وأهل تغجيرت. ولقد تزامنت هذه الحملات العدوانية مع موسم الحصاد فنهبت المحاصيل وفرقت جموع الحصادين بسهل تريفة.
وبما أن قبائل بني يزناسن كانت تتحمل أكثر من غيرها عبء المقاومة ضد الفرنسيين فقد كانت تطالب سكان المدن والقرى بالمساهمة المادية فيها، بل تفرضها عليها بالقوة مثلما وقع في 1853م، 1854م، و 1855م إذ هجم القائد ميمون على وجدة عدة مرات وفي سبتمبر 1854م فرض عليها غرامة قدرها 20 الف فرنك مما جعل بعض الاعيان يلتمسون الحماية الفرنسية.
والظاهر أن القلائل بين قبائل المنطقة كانت ترجع لنفس السبب: ففي أواخر يوليوز 1855م تكتلت بنو يزناسن مع بني بوزكو ولمزاوير ضد أولاد أحمد بن ابراهيم وأولاد علي بن طلحة ولمهاية والزكارة وبني يعلى. وفي غشت 1856م انهزمت بطون أولاد المنكار وأولاد الغازي من بني خالد أمام بني منقوش واضطرت إلى إقامة مؤقتة في وسط قبيلة امسيردة بالجزائر. ومن الطبيعي أن هذه الوضعية لم تكن لتسهل العلاقات الرسمية بين الادارتين المتجاورتين لاسيما في موسم جباية الضرائب.
ان مقاومة بني يزناسن تواصلت بدون هوادة ولا فتور ضد التوسع الاستعماري في التخوم المغربية الجزائرية. هذه الجموع كانت تغار على الفرنسيين بقيادة الحاج ميمون بن البشير او مسعود، وهذا تسبب في اشتباكات كبدت القوات الفرنسية خسائر مرعبة في ازوية، وفي فاتح سبتمبر في سيدي زاهر وفي 11 سبتمبر 1859م في تيولي. في ظل هذه الاحداث، بدأت فرنسا تستعد بكل قواها العسكرية التي كانت مرابطة على الحدود لمعاقبة هذه القبائل وتأديبها وعدم التفكر مرة ثانية للهجوم على اراضيها.
إن القنصل الفرنسي كوستاف دو كاستيون Gustave De Castillon الذي كان يحتج من حين لآخر لدى الحكومة المغربية ويحملها عواقب الاحداث الجارية في شرق المغرب، وفي نفس الوقت كان يلتمس من الدوائر العسكرية بالجزائر استعمال القوة واستغلال ظروف مواتية في جوانب شتى. ولذلك لم يتوان الجنرال مارتمبري Martimprey في إعداد العدة وحشد القوات بمارتمبري دي كيس Martimprey du kiss (احفير حاليا) واتخذه معسكرا لقواته الكبيرة في سبتمبر واكتوبر 1859م.
توجه الجيش الفرنسي نحو قرية محمد أوبركان (مدينة أبركان حاليا) واتخذه معسكرا ثانيا لقربه من تافوغالت التي كانت وجهته ووفرت مياهه، بينما تعرضت طلائع الجيش لنيران بني يزناسن، بالاضافة إلى تفشي داء الكوليرا في صفوف الجيش الفرنسي. ان بني يزناسن كانوا على إطلاع كامل بأن الجيش الفرنسي كان متوفقا عدة وعددا وخصوصا المدفعية التي كانت تمطر المقاومين بوابل من القنابل وهم في قمم الجبال، وابتداء من يوم الخميس 30 ربيع الاول 1276هــ / 27 اكتوبر 1859م انطلقت الحملة عبر طريق قبيلة تاكمة التي هي في الحقيقة كانت غير متكافئة مع استبسالهم في ساحة المعركة ولهم الشرف إذ صمدوا الى الساعة السابعة مساء. وفي 29 اكتوبر سقطت تافوغالت في يد الفرنسيس ، حينها رأى القائد ميمون بن البشير ان يتفاوض على وقف إطلاق النار، بالفعل وقع ذلك بعدما طلب الجنرال مارتمبري من الحاج ميمون الحضور بنفسه، وفي صبيحة 30 اكتوبر 1859م التقى الحاج ميمون بالجنرال مارتمبري الذي فرض عليه شروط منها دفع 100فرنك غرامة عن كل مقاتل، على اساس عدد المقاتلين قدر بحوالي 12000، وارسال 13 من اعيان قبائل بني يزناسن كرهائن الى تلمسان: 1 من بني وريمش، 2 من بني منقوش، 4 من بني عتيق و 6 من بني خالد.
مدد الجنرال مارتمبري مدة إقامته في تافوغالت الى 4 نونبر لإظهار القوة والمهابة، وفي 2 نونبر استقبل الجنرال مارتمبري الامير سليمان بن عبد الرحمن بمحضر أعيان بني يزناسن منهم الحاج ميمون، ليلتمس منه المساعدة ضد السلطان محمد الرابع، فاستقبل بنوع من البرودة. المقابلة دامت حوالي نصف ساعة ولم تعط باختصاراي نتيجة، ثم وجه الى الجزائر حيث مكث بها عدة اسابيع.
ومن جهة أخرى فقد كان من اهداف الغزو الفرنسي ردع قبائل لمهاية وانكاد والزكارة مثلما فعل ببني يزناسن. ومن اجل ذلك قصد الجنرال دسفو Desvaux قصبة العيون سيدي ملوك مساء يوم 3 نونبر لاعتراض الظاعنين منها نحو الغرب ضمن عملية مشتركة مع فرقة الجنرال ديريو Durrieu التي تحركت من قاعدة سبدو بالجزائر يوم 4 نونبر لمطاردة الاهالي الذين نزحوا الى الهضاب العليا بمواشيهم ودوابهم واموالهم لما سمعوا بانهيار مقاومة بني يزناسن. اما بقية الجيش التي فقدت حوالي 3000 من رجالها من جراء داء الكوليرا فنزلت من تافوغالت الى سهل انكاد عبر سيدي بوهرية مع الجنرال مارتمبري Martimprey صباح نفس اليوم في شكل مجموعتين، الاولى انطلقت على الساعة 6:30 والثانية على 8:30 فعسكرتا بسيدي بوهرية، ثم في 5 نونبر قصدتا جبال الزكارة حيث التقيتا بكتيبة الجنرال دسفو Desvaux في قرية سيدي امحمت التي تركها اهلها بعد ان ناوشوا طلائع القوات الغازية. ولقد كان لمرور تلك الحشود العسكرية أعظم الاثر على حياة الاهالي بسبب اعمال النهب والتخريب التي ارتكبتها في حق القبائل والمداشر، وهذا مما دفع اعيان لمهاية وانكاد الى التماس الامان من الضباط الفرنسيين مقابل غرامة باهضة مقدارها 40.000 فرنك.
وفي 4 ــ 9 ــ 1863م اغتيل الحاج ميمون قائد بني يزناسن من طرف رجل من لمهاية اسمه العيد بن بوجمعة، فخلفه اخوه الحاج محمد بن البشير الذي سيتقوى مركزه في قومه فيما بعد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: مسعود هو جد البشيريين الذي هاجر من غريس ( بلدة جنوب مدينة معسكر بالجزائر بحوالي 20كلم) إلى بني يزناسن.