حركة بوحمارة
يرجع اصل بوحمارة إلى اولاد يوسف من قبائل زرهون واسمه الحقيقي هو الجيلاني بن عبد السلام، ولقبه الروكي. ولد سنة 1862 م وهناك من يذكر انه من مواليد 1865 او 1868 م. فاي كان عام مولده فالاختلاف بسيط .
دخل الجزائر سنة 1319هــــ 1901م واستقر بمدينة غيليزان قرب مستغانم متلمذا للشيخ محمد بن عبد القادر بن عدة، وتردد على الزوايا واطلع على التصوف. فاصبح شيخ زاوية ويظهر في صورة رجل من الصالحين وذو كرامات. ثم إنتقل إلى قبيلة لحياينة بإقليم تازة وحضر الموسم السنوي لولي صالح هناك وبهر جلساؤه بسعة علمه وفقهه، وبجزالة سخائه وكرمه، لا سيما لما أطلعهم على شرف نسبه ونبل مقصده. إذ ادعى أنه هو مولاي محمد بن الحسن الاول، شقيق المولى عبد العزيز. هناك روايات متعددة تناولت حركة الثائر بوحمارة الذي اسس مملكة كان محور نشاطها مدينة تازة ثم وجدة وأخيرا قصبة سلوان، نحن نقتصر على المنطقة الشرقية وبني يزناسن لان هذا هو موضوعنا ونقلت تفاصيلها من مخطوط السيد الحجوي من كتاب بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني للمرحوم قدور الورطاسي. يقول السيد الحجوي في مذكراته الخطية مايلي: بعد معركة ماجن بختة1 توجه بوحمارة الى عجرود اي السعيدية، فاعترضته فرقة من جيش المخزن فنصب لها كمينا. وكان من نتائج هذا الكمين ان قتل مايقرب من خمسمائة واسر ماتين من الفرقة المخزنية، وقد نشط بوحمارة بهذا الانتصار المفاجئ، وحاول ان يستغله أقصى الاستغلال، فاحتز كثيرا من رؤوس القتلى واوثق الاسارى المذكورين وكتب الى غياثة (القبيلة التي بايعته ونصرته) كتابا يقول لهم فيه: " لقد نصرني الله نصرا عظيما بالمغرب الشرقي وذلك بالقضاء على أبطال هذه الناحية وقواد المخزن، وها تصلكم رؤوسهم واسراهم لتتيقنوا مما أقول. فعليكم ان تفدوا علي الى وجدة التي لا يمكن لي ان احتفل بالنصر فيها الا بحضوركم ". وبجانب هذا ارسل اموالا لتفرق عليهم وجند طائفة من ابطاله ليذهبوا الى غياثة بالرؤوس والاسارى والكتاب والاموال.
قال السيد الحجوي: ولما انفصلت من عجرود (السعيدية) شرذمة من خيله في اتجاه غياثة بما ذكر ووصلت الى بني وريمش بالمحل المسمى الحمري ببسيط تريفة، وكان بنو وريمش أصدقاء السلطان وعلى رأسهم الحاج محمد الصغير بن الحاج محمد بن البشير أمسعود وابناء عمه الحاج مبارك ومحمد بن محمد الوريمشي قام رجل يدعى عيسى لبلا. قال السيد الحجوي وقد لقبناه فيما بعد:" بعيسى المومن".
قام عيسى المومن رحمه الله فصاح في بني وريمش وهو متقلد بندقيته: يا بني وريمش، أتمر طائفة من اشياع بوحمارة الثائر ضد السلطان مرفوقة برؤوس الشهداء والاسارى المجاهدين والغنائم التي اخذت منهم وانتم نائمون؟ هذا عسكر السلطان اخذوه اسارى يمر بكم ولا تفكونه؟ وهذه رؤوس اخوانكم كيف تكون عاقبتكم؟ ثم سدد بندقيته الى فارس من الثوار فارداه قتيلا ثم فر الاخرون، وتركوا الرؤوس والاسارى والغنائم. فقام بنو وريمش واطلقوا الاسارى في الحين واطعموهم وعتقوا ارواحهم وعالجوا من استحق العلاج ودفنوا الرؤوس وكانت شيئا كثيرا وفرقوا بينهم المال والاسلحة، وأخذ عيسى المومن سلب القتيل، ثم ركب هو وفرسان من قومه وجاءوا بالاسارى من الغد الى وجدة.
قال السيد الحجوي: ولما وصلنا الخبر طرنا فرحا وطربا، وزال عنا كل نكد وخرجنا للقائهم فكسونا الاسارى وعالجناهم واكرمناهم كل الاكرام الى ان قال: ثم أقمنا أفراحا لبني وريمش الذين قاموا بهذه البطولة واجزناهم وعرف لهم السلطان هذه المزية العظيمة.
أما الثائر ' يراد به بوحمارة '، فقد اصبح ينكث في الارض ولم يبق له ريب في الاستيلاء على وجدة مرة أخرى لانها سورها متين. ويقصد بالسور: جبال بني يزناسن حيث يقول: إن جبال بني يزناسن هي سور وجدة ثم يقول: إن هذه المزية الوريمشية دلتنا في ذلك الوقت الحرج على ان بني يزناسن باجمعهم معنا، وانهم صادقون في هذه المعية، ولذلك لم يبق امل للثائر في المغرب الشرقي.
قال السيد الحجوي: في ثاني محرم 1322هــ/ 1904م، وقد تجيش بنو يزناسن للاجهاز على الثائر الذي رغم النكبة المشار اليها حاصر وجدة من جديد. وقد جاء بنو يزناسن الى وجدة يشاركون في فك الحصار عليها من الثائر ابي حمارة الذي طردوه من ارضهم ولكنهم رجعوا الى جبالهم بعد عشرين يوما لما لاحظوه من التلاعب في القيادة.
من بين أهم اهداف حركة بوحمارة التي قامت سنة 1902م مقاومة المستعمر الفرنسي الذي يترصد للانقضاض على البلاد، ومن اجل هذا التفت عليه قبائل كثيرة ومساندة شيخه ابن عدة الجزائري الذي امده بالمتطوعين الجزائريين لمواصلة الجهاد في سبيل الله، بهذه الجموع الغفيرة إستطاع ان يكون جيشا كبيرا. بهذا الجيش تمكن بوحمارة من إحراز انتصارات جد مهمة على الجيوش العزيزية. كان طموح بوحمارة هو الاستيلاء على المغرب، او تأسيس مملكة ولو في منطقة محدودة من البلاد، مما أدى الى تخلي بعض القبائل عنه، وبذلك فقد ذلك السند الشعبي الذي كان يتمتع به.
اهتم بوحمارة بحرب المولى عبد العزيز اكثر من إهتمامه بالجهاد، وعندما عجزت الجيوش العزيزية عن صد حركة بوحمارة وانهزاماتها المتتالية، إستنجدت بالقوات الفرنسية التي إتخذت موقف الحياد في اول الامر لكن لما رأت ان بوحمارة ليس من السهل القضاء عليه، وكان قد سيطر على كثير من المناطق خاصة المغرب الشرقي، وبموجب التحالف والاتفاقيات المبرمة بين فرنسا والمغرب دخلت في ميدان الصراع. هنا يصتدم بوحمارة بجيش اكثر تنظيما ويمتلك اسلحة جد متطورة ومستعد معنويا وماديا لخوض المعارك، ومن بين هذه النتائج المباشرة لهذا التحالف هو إحتلال الجيوش الفرنسية لكل المناطق التي كان يتخلى عنها بوحمارة الذي اضطر إلى الاستقرار بقصبة سلوان، وفي هذه الاونة احتل الفرنسيون مدينة وجدة وكان ذلك سنة 1907م وبعدها بعام واحد 1908م إحتلوا بني يزناسن.
لما تخلى بوحمارة عن الجهاد الحقيقي وكان ينوي الاستيلاء على الحكم في المغرب، حاصرته قبائل الريف وهو بقصبة سلوان فخرج منها عام 1908م .
رجع بوحمارة الى تازة مهد حركته واستطاع ان يجمع جيشا مهما لاحتلال فاس فوجد امامه جيشا قويا للمولى عبد الحفيظ الذي ازاح المولى عبد العزيز عن الحكم، وتمكن هذا الجيش من القبض على بوحمارة في 8 شعبان 1327هــ/ 16غشت 1909م، وقتل رميا بالرصاص في 13 شتنبر 1909م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: معركة 'ماجن بختة' وقعت سنة 1322هــ/ 1904م وابلى فيها اليزناسنيون بلاء حسنا، وتقع في نهاية مساكن اولاد الزعيم بقيادة بني ادرار وعلى مقربة من بني مريصن.
يرجع اصل بوحمارة إلى اولاد يوسف من قبائل زرهون واسمه الحقيقي هو الجيلاني بن عبد السلام، ولقبه الروكي. ولد سنة 1862 م وهناك من يذكر انه من مواليد 1865 او 1868 م. فاي كان عام مولده فالاختلاف بسيط .
دخل الجزائر سنة 1319هــــ 1901م واستقر بمدينة غيليزان قرب مستغانم متلمذا للشيخ محمد بن عبد القادر بن عدة، وتردد على الزوايا واطلع على التصوف. فاصبح شيخ زاوية ويظهر في صورة رجل من الصالحين وذو كرامات. ثم إنتقل إلى قبيلة لحياينة بإقليم تازة وحضر الموسم السنوي لولي صالح هناك وبهر جلساؤه بسعة علمه وفقهه، وبجزالة سخائه وكرمه، لا سيما لما أطلعهم على شرف نسبه ونبل مقصده. إذ ادعى أنه هو مولاي محمد بن الحسن الاول، شقيق المولى عبد العزيز. هناك روايات متعددة تناولت حركة الثائر بوحمارة الذي اسس مملكة كان محور نشاطها مدينة تازة ثم وجدة وأخيرا قصبة سلوان، نحن نقتصر على المنطقة الشرقية وبني يزناسن لان هذا هو موضوعنا ونقلت تفاصيلها من مخطوط السيد الحجوي من كتاب بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني للمرحوم قدور الورطاسي. يقول السيد الحجوي في مذكراته الخطية مايلي: بعد معركة ماجن بختة1 توجه بوحمارة الى عجرود اي السعيدية، فاعترضته فرقة من جيش المخزن فنصب لها كمينا. وكان من نتائج هذا الكمين ان قتل مايقرب من خمسمائة واسر ماتين من الفرقة المخزنية، وقد نشط بوحمارة بهذا الانتصار المفاجئ، وحاول ان يستغله أقصى الاستغلال، فاحتز كثيرا من رؤوس القتلى واوثق الاسارى المذكورين وكتب الى غياثة (القبيلة التي بايعته ونصرته) كتابا يقول لهم فيه: " لقد نصرني الله نصرا عظيما بالمغرب الشرقي وذلك بالقضاء على أبطال هذه الناحية وقواد المخزن، وها تصلكم رؤوسهم واسراهم لتتيقنوا مما أقول. فعليكم ان تفدوا علي الى وجدة التي لا يمكن لي ان احتفل بالنصر فيها الا بحضوركم ". وبجانب هذا ارسل اموالا لتفرق عليهم وجند طائفة من ابطاله ليذهبوا الى غياثة بالرؤوس والاسارى والكتاب والاموال.
قال السيد الحجوي: ولما انفصلت من عجرود (السعيدية) شرذمة من خيله في اتجاه غياثة بما ذكر ووصلت الى بني وريمش بالمحل المسمى الحمري ببسيط تريفة، وكان بنو وريمش أصدقاء السلطان وعلى رأسهم الحاج محمد الصغير بن الحاج محمد بن البشير أمسعود وابناء عمه الحاج مبارك ومحمد بن محمد الوريمشي قام رجل يدعى عيسى لبلا. قال السيد الحجوي وقد لقبناه فيما بعد:" بعيسى المومن".
قام عيسى المومن رحمه الله فصاح في بني وريمش وهو متقلد بندقيته: يا بني وريمش، أتمر طائفة من اشياع بوحمارة الثائر ضد السلطان مرفوقة برؤوس الشهداء والاسارى المجاهدين والغنائم التي اخذت منهم وانتم نائمون؟ هذا عسكر السلطان اخذوه اسارى يمر بكم ولا تفكونه؟ وهذه رؤوس اخوانكم كيف تكون عاقبتكم؟ ثم سدد بندقيته الى فارس من الثوار فارداه قتيلا ثم فر الاخرون، وتركوا الرؤوس والاسارى والغنائم. فقام بنو وريمش واطلقوا الاسارى في الحين واطعموهم وعتقوا ارواحهم وعالجوا من استحق العلاج ودفنوا الرؤوس وكانت شيئا كثيرا وفرقوا بينهم المال والاسلحة، وأخذ عيسى المومن سلب القتيل، ثم ركب هو وفرسان من قومه وجاءوا بالاسارى من الغد الى وجدة.
قال السيد الحجوي: ولما وصلنا الخبر طرنا فرحا وطربا، وزال عنا كل نكد وخرجنا للقائهم فكسونا الاسارى وعالجناهم واكرمناهم كل الاكرام الى ان قال: ثم أقمنا أفراحا لبني وريمش الذين قاموا بهذه البطولة واجزناهم وعرف لهم السلطان هذه المزية العظيمة.
أما الثائر ' يراد به بوحمارة '، فقد اصبح ينكث في الارض ولم يبق له ريب في الاستيلاء على وجدة مرة أخرى لانها سورها متين. ويقصد بالسور: جبال بني يزناسن حيث يقول: إن جبال بني يزناسن هي سور وجدة ثم يقول: إن هذه المزية الوريمشية دلتنا في ذلك الوقت الحرج على ان بني يزناسن باجمعهم معنا، وانهم صادقون في هذه المعية، ولذلك لم يبق امل للثائر في المغرب الشرقي.
قال السيد الحجوي: في ثاني محرم 1322هــ/ 1904م، وقد تجيش بنو يزناسن للاجهاز على الثائر الذي رغم النكبة المشار اليها حاصر وجدة من جديد. وقد جاء بنو يزناسن الى وجدة يشاركون في فك الحصار عليها من الثائر ابي حمارة الذي طردوه من ارضهم ولكنهم رجعوا الى جبالهم بعد عشرين يوما لما لاحظوه من التلاعب في القيادة.
من بين أهم اهداف حركة بوحمارة التي قامت سنة 1902م مقاومة المستعمر الفرنسي الذي يترصد للانقضاض على البلاد، ومن اجل هذا التفت عليه قبائل كثيرة ومساندة شيخه ابن عدة الجزائري الذي امده بالمتطوعين الجزائريين لمواصلة الجهاد في سبيل الله، بهذه الجموع الغفيرة إستطاع ان يكون جيشا كبيرا. بهذا الجيش تمكن بوحمارة من إحراز انتصارات جد مهمة على الجيوش العزيزية. كان طموح بوحمارة هو الاستيلاء على المغرب، او تأسيس مملكة ولو في منطقة محدودة من البلاد، مما أدى الى تخلي بعض القبائل عنه، وبذلك فقد ذلك السند الشعبي الذي كان يتمتع به.
اهتم بوحمارة بحرب المولى عبد العزيز اكثر من إهتمامه بالجهاد، وعندما عجزت الجيوش العزيزية عن صد حركة بوحمارة وانهزاماتها المتتالية، إستنجدت بالقوات الفرنسية التي إتخذت موقف الحياد في اول الامر لكن لما رأت ان بوحمارة ليس من السهل القضاء عليه، وكان قد سيطر على كثير من المناطق خاصة المغرب الشرقي، وبموجب التحالف والاتفاقيات المبرمة بين فرنسا والمغرب دخلت في ميدان الصراع. هنا يصتدم بوحمارة بجيش اكثر تنظيما ويمتلك اسلحة جد متطورة ومستعد معنويا وماديا لخوض المعارك، ومن بين هذه النتائج المباشرة لهذا التحالف هو إحتلال الجيوش الفرنسية لكل المناطق التي كان يتخلى عنها بوحمارة الذي اضطر إلى الاستقرار بقصبة سلوان، وفي هذه الاونة احتل الفرنسيون مدينة وجدة وكان ذلك سنة 1907م وبعدها بعام واحد 1908م إحتلوا بني يزناسن.
لما تخلى بوحمارة عن الجهاد الحقيقي وكان ينوي الاستيلاء على الحكم في المغرب، حاصرته قبائل الريف وهو بقصبة سلوان فخرج منها عام 1908م .
رجع بوحمارة الى تازة مهد حركته واستطاع ان يجمع جيشا مهما لاحتلال فاس فوجد امامه جيشا قويا للمولى عبد الحفيظ الذي ازاح المولى عبد العزيز عن الحكم، وتمكن هذا الجيش من القبض على بوحمارة في 8 شعبان 1327هــ/ 16غشت 1909م، وقتل رميا بالرصاص في 13 شتنبر 1909م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: معركة 'ماجن بختة' وقعت سنة 1322هــ/ 1904م وابلى فيها اليزناسنيون بلاء حسنا، وتقع في نهاية مساكن اولاد الزعيم بقيادة بني ادرار وعلى مقربة من بني مريصن.
أسس بوحمارة مملكة في المغرب الشرقي والريف، واتخذ مدينة وجدة عاصمة له بعض الوقت في صيف سنة 1903، قبل ان يطرد منها من طرف المخزن بمساعدة فرنسا، ثم استولى على قصبة عجرود بالسعيدية لشهور معدودة ثم استعاد المخزن سيطرته على القصبة سنة 1904. وفي سنة 1905 حاول بوحمارة اقتحام مدينة وجدة لكن لم ينجح في ذلك، فاتخذ قصبة سلوان مستقرا له.
وكان له اتباع في كل قبائل المغرب الشرقي منها بني يزناسن وعين بعضهم في المناصب القيادية، ومن بين الرجال الذين انعم عليهم بظهائر القيادة:
في بني وريمش : محمد ولد البشير حرود، محمد بن علي.
في بني منقوش : المصطفى ولد علي الكنفود، محمد ولد عبد القادر قجعيو، محمد الكروج.
في بني خالد: ميمون ولد السي علي، محمد ولد شناح، محمد ولد عيسى، شهبون ولد عبد المومن.
بالاضافة الى اولاد الهبيل الذين تبنوا قضية الروكي بينما انحاز اولاد البشير الى المخزن. وبعد ان استعاد المخزن سلطته على المنطقة لجأ بعض القواد الموالين لبوحمارة لدى السلطات الفرنسية بغرب الجزائر.
تأثرت قبائل بني يزناسن بسبب هذه الفتنة وحدثت انقاسامت فيما بينها، وظلت الحزازات والمنافسة على الزعامة تنخر الجسم القبلي، وهي إحدى مواطن الضعف التي حاول الجنرال ليوطي تعميقها لتحطيم قوتهم وتشتيت وحدتهم، ليتمكن من اخضاعهم بسهولة، لكن هيهات هيهات فقد أعلن قواد و أعيان بني يزناسن النفير للجهاد ضد الفرنسيين مباشرة بعد احتلال وجدة.
وكان له اتباع في كل قبائل المغرب الشرقي منها بني يزناسن وعين بعضهم في المناصب القيادية، ومن بين الرجال الذين انعم عليهم بظهائر القيادة:
في بني وريمش : محمد ولد البشير حرود، محمد بن علي.
في بني منقوش : المصطفى ولد علي الكنفود، محمد ولد عبد القادر قجعيو، محمد الكروج.
في بني خالد: ميمون ولد السي علي، محمد ولد شناح، محمد ولد عيسى، شهبون ولد عبد المومن.
بالاضافة الى اولاد الهبيل الذين تبنوا قضية الروكي بينما انحاز اولاد البشير الى المخزن. وبعد ان استعاد المخزن سلطته على المنطقة لجأ بعض القواد الموالين لبوحمارة لدى السلطات الفرنسية بغرب الجزائر.
تأثرت قبائل بني يزناسن بسبب هذه الفتنة وحدثت انقاسامت فيما بينها، وظلت الحزازات والمنافسة على الزعامة تنخر الجسم القبلي، وهي إحدى مواطن الضعف التي حاول الجنرال ليوطي تعميقها لتحطيم قوتهم وتشتيت وحدتهم، ليتمكن من اخضاعهم بسهولة، لكن هيهات هيهات فقد أعلن قواد و أعيان بني يزناسن النفير للجهاد ضد الفرنسيين مباشرة بعد احتلال وجدة.
عبد القادر العتيقي ابوحصيرة
ظهر في سنة 1320هـ/1902م بمكان يدعى المقام بناحية الظهراء(2) بإقليم وجدة، وكانت العقول منشغلة بفتنة ابي حمارة والحكومة منهمكة في إخماد نارها، فادعى في البداية انه السلطان مولاي عبد العزيز. كان ابو حصيرة مسجونا بلندن بأمر الكولونيل هري مكلين، ثم فر من سجنه وذهب الى مكة فحج وعاد الى المغرب لطلب ملكه، فصدقه من صدقه من البسطاء الاغرار والتفوا حوله يؤيدونه ويقاتلون في سبيل استعادة ملكه المزعوم.
ولما نجح ابي حمارة في التغلب على جيوش السلطان، ومد سلطانه الى اقليم وجدة انضم اليه ابو حصيرة وصدقه في دعواه ووضع يده في يده، لان ابا حمارة كان اطلق منه لسانا وأوسع حيلة وأكثر مالا وأعز نفرا. إدعى ابا حصيرة انه السلطان عبد العزيز حقا، ولكنه تخلى عن حقه في الملك وقرر تأييد إخيه (اي بوحمارة) بزعمه المولى محمد بن الحسن الاول شقيق المولى عبد العزيز. فقنع منه ابو حمارة واستغله لتأييد حركته. ومن ذلك الوقت صار ابو حصيرة من اعضاد الفتان ابي حمارة، وشرع يشن الغارات ويقود الحملات باسمه ضد جنود المخزن والقبائل التي بقيت على ولائها للسلطان، لكن بوحمارة سرعان مانبذه لما احتل الفرنسيون مدينة وجدة نظرا للدور الذي لعبه في ذلك، فعمل عبد القادر موظفا بسيطا مع الحكام الفرنسيين .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
2: الظهراء أو الظهرة وتسمى ايضا بالهضاب العليا = مابين وجدة وفكيك ونهر ملوية