بنو يزناسن في عهد المولى الحسن الاول 1873 ــ 1894م
وفي شهر شتنبر سنة 1873 وصل نعي السلطان مولاي محمد، فانعقدت البيعة لابنه مولاي الحسن، فلما كان مقيما في فاس ظهر في وجدة رجل يقال له ابو عزة الهبري من هبرة بطن من سويد وهو من عرب بني مالك بن زغبة الهلاليين، وكان يتعاطى بعض السحر والشعوذة وتبعه جمع من ذوي العقول الضعيفة، فنهض السلطان متوجها اليه في جيش جد مستعد وكان ذلك عام 1291هــ/ 1874م، ثم قبض على عدد من اصحابه وقطعت رؤوس منهم، ثم رد بعض القبائل عن غيها ثم جاءوه تائبين طائعين خاضعين واظهروا حسن الطاعة والامتثال، ثم قبض على الهبري من طرف جماعة من بني كلال في تاوريرت وجيئ به أسيرا ثم أمر به إلى فاس فسجن بها.
وفي هذه الاونة قويت سلطة الحاج محمد ولد البشير وصهره الشيخ علي ولد رمضان، واصبحا زعيمين العمالة بدون منازع، وهما اللذان كانا يمسكان بزمام الامور بدلا من سلطة عامل المخزن الذي اصبحت سلطته صورية فقط، فقررت فرنسا اللجوء الى هذين الرجلين لحل بعض المشاكل المتعلقة بالحدود.
كان هذا الرجل طموحا محبا للمجد والتألق وكان يريد ان يعزل عامل وجدة عن الدور السياسي تمهيدا لاخذ مكانه، فلقد قدم اعمالا رضي بها المخزن، وعمل كل ما يوسعه لبلوغ غايته، فراسل عم السلطان مولاي العباس الذي كانت له دراية باحوال قبائل المغرب في شأن التدخل لصالحه من أجل الإنعام علیه بولایة وجدة. (انظر الوثيقة رقم 2 في ادنى الصفحة)
وبقصبة سلوان حضر بَنو يزناسن وَمَعَهُمْ كَبِيرهمْ الْحَاج مُحَمَّد بن البشير بن مَسْعُود، فأهدى هدية كبيرة وولاه السلطان قائدا كبيرا على بني يزناسن وعاملا على وجدة خلفا للعامل عبد القادر بن الحسين. إن تولية الحاج محمد بن البشير عاملا على وجدة لم تلق ترحابا بل معارضة كل من بني ادرار بزعامة الحاج محمد الزعيمي واهل انكاد الذين عقدوا ميعادا على مقربة من واحة سيدي يحيى يوم 20 نونبر 1874م مع قبيلة لمهاية التي انضمت اليهم، ووقعت حروب متطاحنة بين الطرفين مما ادى الى تدخل المولى الحسن، فعقد لاخيه علي على جيش واضاف اليه القائد ابا زيد عبد الرحمن بن الشليح الزراري ــ عامل مدينة تازة ــ وبعثهما إلى وجدة، وكان اهل وجدة يكرهون ولاية ولد البشير عليهم ويحبون ولاية ابن الشليح إذ كان له وسيط في تلك الناحية وربما كانت له مراسلات مع عرب آنكاد، ولما أحس ولد البشير بذلك إنصبغت العداوة بينه وبين ابن الشليح، فقامت قيامة ولد البشير وعلم انه لايصفو له عيش معه، فعزم على أن يطرده عن تلك البلاد ويرده من حيث جاء، ولما قرب ابن الشليح من ارضه إنسبت الحرب بينهما، وكان غرض محمد بن البشير ان يضم اخا السلطان ويقربه اليه ويقوم بخدمته ويطرد عدوه ابن الشليح، ثم وقعت الحرب وانهزم الجيش وانتهبت المحلة، وعاد ابن الشليح إلى السلطان واخبره الخبر، وعلى إثر ذلك كتب محمد بن البشير الى السلطان يعلمه بانه لازال على الطاعة لم يبدل ولم يغير واخبره بان الذين انتهبوا المحلة هم من السفهاء وانه حدث ذلك من غير اذنه ولا موافقته على ذلك.(1)
وفي سنة 1293هــ/ 1876م خرج السلطان قاصدا وجدة وبني يزناسن، فلما وصل تلقاه بنو يزناسن خاضعين تابعين فعفا عنهم لكونهم ثغر من ثغور المسلمين، وقبض على محمد بن البشير وعلى صهره علي بن رمضان الوجدي، وأُرسلا معا الى سجن فاس، ثم نقلا إلى مراكش، حيث من عليهم السلطان بالاقامة بعد ان اعطى كل واحد منهما جارية واجرى النفقة الكافية عليهما إلى أن ماتا، وفي 22 دجنبر من سنة 1883 كتب الحاج محمد بن البشير او مسعود رسالة استعطاف للسلطان الحسن الاول لاطلاق سراحه(انظر الوثيقة رقم 5 في ادنى الصفحة) ، لكن دون جدوى، ولقد توفي في نفس السنة، أما علي بن رمضان الوجدي فقد تأخرت وفاته إلى سنة 1895، وقبل وفاة هذا الاخير بسنوات معدودة، إتصل ببعض قواد بني يزناسن قصد استعطاف السلطان لإطلاق سراحه مقابل قدر من المال، إلا ان ذلك لم يتحقق. (2)
من الامور التي مازالت تحتفظ بها الذاكرة الجماعية لبني يزناسن، هو ان القائد اليزناسني الحاج محمد بن البشير او مسعود لم يقدم على طلب الحماية الفرنسية تأمينا لنفسه وذويه من عقاب المخزن قبل نكبته سنة 1876(3)، بل فضل السجن والتشريد والموت بعيدا عن دياره على أن ينال شيئا يحس فيه برائحة الذل والإهانة.
غادر السلطان مدينة وجدة في 6 يناير 1876 بعدما اصلح بين اهل انكاد وبني يزناسن، إلا ان هذا الاصلاح كان ظاهريا فقط، فما ابتعد السلطان حتى عادت الخصومات من جديد.
بعد القبض على الحاج محمد بن البشير، اعلن محمد ابن الحاج ميمون نفسه زعيما لبني يزناسن(4)، لم يستطع هذا الاخير فرض سيطرته على كل قبائل بني يزناسن ولم يقبل بزعامته إلا بنو وريمش. فلقد دخل في صراعات مع القائد الجديد بوشتى ولد البغدادي الذي انتصر عليه بالقوة، وطرد اولاد البشير من بني يزناسن، فلجأوا عند قلعية، وعبروا بعدها إلى الجزائر. و في هذا الصدد نظم الفقيه ابو محمد السيد العربي بن علي المشرفي شعرا يمدح فيه المولى الحسن الاول نقتصر فيه على جزء منه إذ يقول:
وَلَا مَنْ جَرَّ الْجُنُودَ مِنْ بَنِي وِرِمْشٍ وَبَاتَ الرَّئِيسُ في قُيُودٍ الاْدَاهِمِ
وَخَرَّبَ دَارَ ابْنِ الْبَشِيرِ وَرَهْطِهِ كَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ لِحَدَّ ابْنِ وَاشِمٍ
عانى أولاد البشير أو مسعود الامرين جراء نكبة كبيرهم الحاج محمد او البشير ، حيث تعداهم الزجر العقاب، فقد امر السلطان مولاي الحسن بنفيهم في 26 دجنبر من سنة 1879، ففر البعض منهم إلى تلمسان، وتوجه البعض الاخر إلى فاس في انتظار عفو السلطان، وتم عقاب كل من ساندهم ووقف بجانبهم.(انظر الوثيقة رقم 3 في ادنى الصفحة)
ظل المخزن يترصد اخبار اولاد البشير اللاجئين بالجزائر، فقد علم المخزن بأن القائد عمرو بن الحاج اجيل العتيقي قصد اولاد البشير او مسعود بالجزائر، ومكث عندهم ثمانية ايام، لكن تبين بعد ذلك انه قصدهم من اجل مال له عليهم لقبضه (الوثيقة رقم 4 في ادنى الصفحة).
دامت محنة اولاد البشير زهاء عشر سنوات اي ابتداء من 1876 إلى عام 1886 حيث اعلن السلطان مولاي الحسن العفو عنهم، وعزز ذلك بظهير شريف لرد الاعتبار لهم ورجوعهم الى مواطنهم.( الوثيقة رقم 6 في ادنى الصفحة)
يتبين من هذا الخطاب ان اولاد البشير او مسعود ظلوا مقيمين بتلمسان الى حدود سنة 1886، وبعد حصولهم على العفو أخذوا يتهيأون للعودة إلى موطنهم، كما ان بعض اخوانهم كانوا منفيين بفاس، فبادروا إلى طلب العفو من السلطان ، وقد استجاب السلطان لطلبهم وساعدهم في العودة إلى مواطنهم. (انظر الوثيقة رقم 7 في ادنى الصفحة)
لما عاد اولاد البشير الى الجبل، عين الحاج محمد الصغير ولد الحاج محمد ولد البشير قائدا على بني وريمش، فقد انعم عليه السلطان بظهير التولية على إخوانه، جمع عامل وجدة كل قواد عمالة وجدة واطلعهم على فحوى الرسائل السلطانية ودعاهم الى الامتثال لاوامر السلطان.
بعد توليته قائدا على بني وريمش قام ببعض المناورات كان يحاول من خلالها إسترجاع مجد اسرته القديم، فلقد اصبح من القوة مما دافعت الحاج ولد رمضان صهر العائلة القديم لاستعطافه بشان التدخل لاطلاق سراحه (انظر الوثيقة رقم 8 في ادنى الصفحة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): الاستقصا ج:3 ص: 379 ــ الناصيري
(2): شمال المغرب الشرقي لعكاشة برحاب ص: 213
(3): أولاد البشير بن مسعود ــ ص: 32 عكاشة برحاب
(4): وجدة والعمالة فوانو جزء 2 ص:167
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوثيقة رقم 2
من محمد بن البشیر أومسعود إلى مولاي العباس ابن عم السلطان في شأن التدخل لصالحه من أجل الإنعام علیه بولایة وجدة (1874 -2-17)
" الحمد وصلى الله على سیدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلیما . الحجة الأصیلة والنخبة المختارة الجلیلة سیدنا ومولانا العباس بن مولانا أمیر المؤمنین المرحوم سیدنا ومولانا عبد الرحمان ، السلام على حضرتكم السامیة ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد ، فإن الأخ أمیر المؤمنین سیدنا ومولانا محمد نام نوم مغفرة وتر ّحم وتنعّم في أعلى الجنان بالنعیم المقیم،وأفضت الخلافة لأبنه الصدر السلیم الأحق بالولایة والتقدیم،وھو سیدنا ومولانا الحسن ، فما ھي إلا في منابتھا النخل ، فجمیع المسلمین أحق بالتعزیة فیه ، وقد أسلفناھا في عقد البیعة آنفا، وقت حلولكم بمراكش حین توالت علیكم سحائب النصر والظفر،وقد عـلمت أن مولانا المنصور با لم تكن له خبرة بصلحاء أھل ھذا الوطن ولا بأھل الخدمة والنصیحة منھم ،وأنت غیر خاف علیك أھل المحبة والخدمة والنصیحة منھم ، ومنذ أسعدنا الله بخدمتكم الشریفة والطرق مصونة من الفساد ، وكل باب انفتح من جھة النصارى إلا ُسـدّ صیانة لرعیة سیدنا، وما ذلك إلا بفضل الله وعنایتكم ، ولما عاینت كافة القبائل والعرب أن ما من عامل كان من عمال سیدنا لا یدفع عن الرعیة ولم یحطھا بنصیحة ، وإنما یجلب النفع لنفسه ولا یلتفت إلى غیره ، اتفق رأیھم واجتمعت كلمتھم على أن كتبوا للحضرة العالیة بالله صحبة وفدھم للھدیة، لیسلكوا سبیل الرعیة أن یكون عاملھم منھم على العادة المقررة من أسلافكم الطاھرة ( كذا ) بقطر المغرب ، فإن كان العامل منھم فھو أدرى بأحوالھم وأشفق بضعفائھم وأرفق بمساكنھم ومتعفف على أغنیائھم ،وطلبوا من مولانا أیده الله ونصره تولیتنا علیھم . وبعد وصولھم ودفع ھدیتھم وقبولھا منھم، دفعوا المكاتب للحضرة العالیة با، فوافقوا دار المخزن منشغـلة بإصلاح أمور الرعیة وتسریح الوفود فلم یخرج [ أي الوفد الوجدي ] بعد العید ، ولو فھموا الصواب لكان أمرھم على یدك وأسندوا مشورتھم في جمیع الحالات إلیك ،وقد جاءتھم الوقفة والحیرة إلا من كون المكاتب بعضھا كانت بأیدیھم في البحر ، وبعضھا كانت بید الرقاس في البر من أجل العداوة التي كانت بین القبائل، كما في كریم علمكم ، فسِل َمت المكاتب المحمولة معھم في البحر، وضاعت المكاتب التي بید الرقاس في البر، من أجل ذلك لم یدخل بیدك الشریفة مكتوبنا إلیك ،ولم ندر ما وجھ عدم تسریح وفدنا من بین سائر الوفود القریبة والبعیدة ، ونحن من جملة الخدام ، ولا یخفى علیك صلاح أرضنا وبلادنا من زمان أسلافنا مع أسلافكم ، ولا نق ّصروا( كذا ) في الخدمة معكم ، متّع الله المسلمین بطول حیاتكم ، فلو ق ّصروا إخواننا أھل الوفد فیما طلبوه حین علموا الإھمال من قرائن الأحوال ، فلا علینا في ذلك، فنحن في مقام الخدمة والسمع والطاعة بالتولیة أو بدونھا . وحیث ظھر ھذا الأمر وقال بھ الواصل والوارد، وفشى في جمیع القبائل ، وصارت بھ الركبان ، فلا نق ّصروا(كذا ) في طلبه ولا نلتفت إلى غیره ، ولا غرابة فیھ ، فبالخدمة والنصیحة تظھر المزیة، وید المملكة مبسوطة على الرعیة، فنطلب الله تعالى أن یكون قضاء ھذا الأمر إن شاء الله على یدك ، إ ّما أن تكون مباشرتھ بنفسك الشریفة ،وإما أن یكون على ید غیرك ممن تصطفیھ من حاشیة الدولة السعیدة ، ویكون الأمر من عندك والعلم من عندنا ،وما تعّمر به بیت مال المسلمین من یـد العمال، فنحن منھ ببال ، وإن أردت مراجعتنا في أمر من الأمور، فیكون الكلام مع خدیمكم الشیخ أحمد ولد بُعّزى بن الحاج الوجدي من أعیان الوفد ھنالك، ففیه كفایة ومغنم ،وعلیك الاتكال وعلى الله الكمال، ونرجوا (كذا) جوابكم الشافي بقولكم الوافي، فإننا في انتظاره ، وجمیع ھذه النواحي في غایة الھناء والھدنة وكثرة الأمطار ورخص الأسعار من فضل الله وصالح دعائكم ، وعلى الخدمة الدائمة ، والسلام . من خدیمكم محمد بن البشیر بن مسعود الیزناسني ، عامله الله بلطفه آمین في 2 محرم عام 1291
المصدر: من الذاكرة المحلية المغربية نموذج الجهة الشرقية، ج 1 ص: 18ـــ عكاشة برحاب
وفي شهر شتنبر سنة 1873 وصل نعي السلطان مولاي محمد، فانعقدت البيعة لابنه مولاي الحسن، فلما كان مقيما في فاس ظهر في وجدة رجل يقال له ابو عزة الهبري من هبرة بطن من سويد وهو من عرب بني مالك بن زغبة الهلاليين، وكان يتعاطى بعض السحر والشعوذة وتبعه جمع من ذوي العقول الضعيفة، فنهض السلطان متوجها اليه في جيش جد مستعد وكان ذلك عام 1291هــ/ 1874م، ثم قبض على عدد من اصحابه وقطعت رؤوس منهم، ثم رد بعض القبائل عن غيها ثم جاءوه تائبين طائعين خاضعين واظهروا حسن الطاعة والامتثال، ثم قبض على الهبري من طرف جماعة من بني كلال في تاوريرت وجيئ به أسيرا ثم أمر به إلى فاس فسجن بها.
وفي هذه الاونة قويت سلطة الحاج محمد ولد البشير وصهره الشيخ علي ولد رمضان، واصبحا زعيمين العمالة بدون منازع، وهما اللذان كانا يمسكان بزمام الامور بدلا من سلطة عامل المخزن الذي اصبحت سلطته صورية فقط، فقررت فرنسا اللجوء الى هذين الرجلين لحل بعض المشاكل المتعلقة بالحدود.
كان هذا الرجل طموحا محبا للمجد والتألق وكان يريد ان يعزل عامل وجدة عن الدور السياسي تمهيدا لاخذ مكانه، فلقد قدم اعمالا رضي بها المخزن، وعمل كل ما يوسعه لبلوغ غايته، فراسل عم السلطان مولاي العباس الذي كانت له دراية باحوال قبائل المغرب في شأن التدخل لصالحه من أجل الإنعام علیه بولایة وجدة. (انظر الوثيقة رقم 2 في ادنى الصفحة)
وبقصبة سلوان حضر بَنو يزناسن وَمَعَهُمْ كَبِيرهمْ الْحَاج مُحَمَّد بن البشير بن مَسْعُود، فأهدى هدية كبيرة وولاه السلطان قائدا كبيرا على بني يزناسن وعاملا على وجدة خلفا للعامل عبد القادر بن الحسين. إن تولية الحاج محمد بن البشير عاملا على وجدة لم تلق ترحابا بل معارضة كل من بني ادرار بزعامة الحاج محمد الزعيمي واهل انكاد الذين عقدوا ميعادا على مقربة من واحة سيدي يحيى يوم 20 نونبر 1874م مع قبيلة لمهاية التي انضمت اليهم، ووقعت حروب متطاحنة بين الطرفين مما ادى الى تدخل المولى الحسن، فعقد لاخيه علي على جيش واضاف اليه القائد ابا زيد عبد الرحمن بن الشليح الزراري ــ عامل مدينة تازة ــ وبعثهما إلى وجدة، وكان اهل وجدة يكرهون ولاية ولد البشير عليهم ويحبون ولاية ابن الشليح إذ كان له وسيط في تلك الناحية وربما كانت له مراسلات مع عرب آنكاد، ولما أحس ولد البشير بذلك إنصبغت العداوة بينه وبين ابن الشليح، فقامت قيامة ولد البشير وعلم انه لايصفو له عيش معه، فعزم على أن يطرده عن تلك البلاد ويرده من حيث جاء، ولما قرب ابن الشليح من ارضه إنسبت الحرب بينهما، وكان غرض محمد بن البشير ان يضم اخا السلطان ويقربه اليه ويقوم بخدمته ويطرد عدوه ابن الشليح، ثم وقعت الحرب وانهزم الجيش وانتهبت المحلة، وعاد ابن الشليح إلى السلطان واخبره الخبر، وعلى إثر ذلك كتب محمد بن البشير الى السلطان يعلمه بانه لازال على الطاعة لم يبدل ولم يغير واخبره بان الذين انتهبوا المحلة هم من السفهاء وانه حدث ذلك من غير اذنه ولا موافقته على ذلك.(1)
وفي سنة 1293هــ/ 1876م خرج السلطان قاصدا وجدة وبني يزناسن، فلما وصل تلقاه بنو يزناسن خاضعين تابعين فعفا عنهم لكونهم ثغر من ثغور المسلمين، وقبض على محمد بن البشير وعلى صهره علي بن رمضان الوجدي، وأُرسلا معا الى سجن فاس، ثم نقلا إلى مراكش، حيث من عليهم السلطان بالاقامة بعد ان اعطى كل واحد منهما جارية واجرى النفقة الكافية عليهما إلى أن ماتا، وفي 22 دجنبر من سنة 1883 كتب الحاج محمد بن البشير او مسعود رسالة استعطاف للسلطان الحسن الاول لاطلاق سراحه(انظر الوثيقة رقم 5 في ادنى الصفحة) ، لكن دون جدوى، ولقد توفي في نفس السنة، أما علي بن رمضان الوجدي فقد تأخرت وفاته إلى سنة 1895، وقبل وفاة هذا الاخير بسنوات معدودة، إتصل ببعض قواد بني يزناسن قصد استعطاف السلطان لإطلاق سراحه مقابل قدر من المال، إلا ان ذلك لم يتحقق. (2)
من الامور التي مازالت تحتفظ بها الذاكرة الجماعية لبني يزناسن، هو ان القائد اليزناسني الحاج محمد بن البشير او مسعود لم يقدم على طلب الحماية الفرنسية تأمينا لنفسه وذويه من عقاب المخزن قبل نكبته سنة 1876(3)، بل فضل السجن والتشريد والموت بعيدا عن دياره على أن ينال شيئا يحس فيه برائحة الذل والإهانة.
غادر السلطان مدينة وجدة في 6 يناير 1876 بعدما اصلح بين اهل انكاد وبني يزناسن، إلا ان هذا الاصلاح كان ظاهريا فقط، فما ابتعد السلطان حتى عادت الخصومات من جديد.
بعد القبض على الحاج محمد بن البشير، اعلن محمد ابن الحاج ميمون نفسه زعيما لبني يزناسن(4)، لم يستطع هذا الاخير فرض سيطرته على كل قبائل بني يزناسن ولم يقبل بزعامته إلا بنو وريمش. فلقد دخل في صراعات مع القائد الجديد بوشتى ولد البغدادي الذي انتصر عليه بالقوة، وطرد اولاد البشير من بني يزناسن، فلجأوا عند قلعية، وعبروا بعدها إلى الجزائر. و في هذا الصدد نظم الفقيه ابو محمد السيد العربي بن علي المشرفي شعرا يمدح فيه المولى الحسن الاول نقتصر فيه على جزء منه إذ يقول:
وَلَا مَنْ جَرَّ الْجُنُودَ مِنْ بَنِي وِرِمْشٍ وَبَاتَ الرَّئِيسُ في قُيُودٍ الاْدَاهِمِ
وَخَرَّبَ دَارَ ابْنِ الْبَشِيرِ وَرَهْطِهِ كَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ لِحَدَّ ابْنِ وَاشِمٍ
عانى أولاد البشير أو مسعود الامرين جراء نكبة كبيرهم الحاج محمد او البشير ، حيث تعداهم الزجر العقاب، فقد امر السلطان مولاي الحسن بنفيهم في 26 دجنبر من سنة 1879، ففر البعض منهم إلى تلمسان، وتوجه البعض الاخر إلى فاس في انتظار عفو السلطان، وتم عقاب كل من ساندهم ووقف بجانبهم.(انظر الوثيقة رقم 3 في ادنى الصفحة)
ظل المخزن يترصد اخبار اولاد البشير اللاجئين بالجزائر، فقد علم المخزن بأن القائد عمرو بن الحاج اجيل العتيقي قصد اولاد البشير او مسعود بالجزائر، ومكث عندهم ثمانية ايام، لكن تبين بعد ذلك انه قصدهم من اجل مال له عليهم لقبضه (الوثيقة رقم 4 في ادنى الصفحة).
دامت محنة اولاد البشير زهاء عشر سنوات اي ابتداء من 1876 إلى عام 1886 حيث اعلن السلطان مولاي الحسن العفو عنهم، وعزز ذلك بظهير شريف لرد الاعتبار لهم ورجوعهم الى مواطنهم.( الوثيقة رقم 6 في ادنى الصفحة)
يتبين من هذا الخطاب ان اولاد البشير او مسعود ظلوا مقيمين بتلمسان الى حدود سنة 1886، وبعد حصولهم على العفو أخذوا يتهيأون للعودة إلى موطنهم، كما ان بعض اخوانهم كانوا منفيين بفاس، فبادروا إلى طلب العفو من السلطان ، وقد استجاب السلطان لطلبهم وساعدهم في العودة إلى مواطنهم. (انظر الوثيقة رقم 7 في ادنى الصفحة)
لما عاد اولاد البشير الى الجبل، عين الحاج محمد الصغير ولد الحاج محمد ولد البشير قائدا على بني وريمش، فقد انعم عليه السلطان بظهير التولية على إخوانه، جمع عامل وجدة كل قواد عمالة وجدة واطلعهم على فحوى الرسائل السلطانية ودعاهم الى الامتثال لاوامر السلطان.
بعد توليته قائدا على بني وريمش قام ببعض المناورات كان يحاول من خلالها إسترجاع مجد اسرته القديم، فلقد اصبح من القوة مما دافعت الحاج ولد رمضان صهر العائلة القديم لاستعطافه بشان التدخل لاطلاق سراحه (انظر الوثيقة رقم 8 في ادنى الصفحة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): الاستقصا ج:3 ص: 379 ــ الناصيري
(2): شمال المغرب الشرقي لعكاشة برحاب ص: 213
(3): أولاد البشير بن مسعود ــ ص: 32 عكاشة برحاب
(4): وجدة والعمالة فوانو جزء 2 ص:167
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوثيقة رقم 2
من محمد بن البشیر أومسعود إلى مولاي العباس ابن عم السلطان في شأن التدخل لصالحه من أجل الإنعام علیه بولایة وجدة (1874 -2-17)
" الحمد وصلى الله على سیدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلیما . الحجة الأصیلة والنخبة المختارة الجلیلة سیدنا ومولانا العباس بن مولانا أمیر المؤمنین المرحوم سیدنا ومولانا عبد الرحمان ، السلام على حضرتكم السامیة ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد ، فإن الأخ أمیر المؤمنین سیدنا ومولانا محمد نام نوم مغفرة وتر ّحم وتنعّم في أعلى الجنان بالنعیم المقیم،وأفضت الخلافة لأبنه الصدر السلیم الأحق بالولایة والتقدیم،وھو سیدنا ومولانا الحسن ، فما ھي إلا في منابتھا النخل ، فجمیع المسلمین أحق بالتعزیة فیه ، وقد أسلفناھا في عقد البیعة آنفا، وقت حلولكم بمراكش حین توالت علیكم سحائب النصر والظفر،وقد عـلمت أن مولانا المنصور با لم تكن له خبرة بصلحاء أھل ھذا الوطن ولا بأھل الخدمة والنصیحة منھم ،وأنت غیر خاف علیك أھل المحبة والخدمة والنصیحة منھم ، ومنذ أسعدنا الله بخدمتكم الشریفة والطرق مصونة من الفساد ، وكل باب انفتح من جھة النصارى إلا ُسـدّ صیانة لرعیة سیدنا، وما ذلك إلا بفضل الله وعنایتكم ، ولما عاینت كافة القبائل والعرب أن ما من عامل كان من عمال سیدنا لا یدفع عن الرعیة ولم یحطھا بنصیحة ، وإنما یجلب النفع لنفسه ولا یلتفت إلى غیره ، اتفق رأیھم واجتمعت كلمتھم على أن كتبوا للحضرة العالیة بالله صحبة وفدھم للھدیة، لیسلكوا سبیل الرعیة أن یكون عاملھم منھم على العادة المقررة من أسلافكم الطاھرة ( كذا ) بقطر المغرب ، فإن كان العامل منھم فھو أدرى بأحوالھم وأشفق بضعفائھم وأرفق بمساكنھم ومتعفف على أغنیائھم ،وطلبوا من مولانا أیده الله ونصره تولیتنا علیھم . وبعد وصولھم ودفع ھدیتھم وقبولھا منھم، دفعوا المكاتب للحضرة العالیة با، فوافقوا دار المخزن منشغـلة بإصلاح أمور الرعیة وتسریح الوفود فلم یخرج [ أي الوفد الوجدي ] بعد العید ، ولو فھموا الصواب لكان أمرھم على یدك وأسندوا مشورتھم في جمیع الحالات إلیك ،وقد جاءتھم الوقفة والحیرة إلا من كون المكاتب بعضھا كانت بأیدیھم في البحر ، وبعضھا كانت بید الرقاس في البر من أجل العداوة التي كانت بین القبائل، كما في كریم علمكم ، فسِل َمت المكاتب المحمولة معھم في البحر، وضاعت المكاتب التي بید الرقاس في البر، من أجل ذلك لم یدخل بیدك الشریفة مكتوبنا إلیك ،ولم ندر ما وجھ عدم تسریح وفدنا من بین سائر الوفود القریبة والبعیدة ، ونحن من جملة الخدام ، ولا یخفى علیك صلاح أرضنا وبلادنا من زمان أسلافنا مع أسلافكم ، ولا نق ّصروا( كذا ) في الخدمة معكم ، متّع الله المسلمین بطول حیاتكم ، فلو ق ّصروا إخواننا أھل الوفد فیما طلبوه حین علموا الإھمال من قرائن الأحوال ، فلا علینا في ذلك، فنحن في مقام الخدمة والسمع والطاعة بالتولیة أو بدونھا . وحیث ظھر ھذا الأمر وقال بھ الواصل والوارد، وفشى في جمیع القبائل ، وصارت بھ الركبان ، فلا نق ّصروا(كذا ) في طلبه ولا نلتفت إلى غیره ، ولا غرابة فیھ ، فبالخدمة والنصیحة تظھر المزیة، وید المملكة مبسوطة على الرعیة، فنطلب الله تعالى أن یكون قضاء ھذا الأمر إن شاء الله على یدك ، إ ّما أن تكون مباشرتھ بنفسك الشریفة ،وإما أن یكون على ید غیرك ممن تصطفیھ من حاشیة الدولة السعیدة ، ویكون الأمر من عندك والعلم من عندنا ،وما تعّمر به بیت مال المسلمین من یـد العمال، فنحن منھ ببال ، وإن أردت مراجعتنا في أمر من الأمور، فیكون الكلام مع خدیمكم الشیخ أحمد ولد بُعّزى بن الحاج الوجدي من أعیان الوفد ھنالك، ففیه كفایة ومغنم ،وعلیك الاتكال وعلى الله الكمال، ونرجوا (كذا) جوابكم الشافي بقولكم الوافي، فإننا في انتظاره ، وجمیع ھذه النواحي في غایة الھناء والھدنة وكثرة الأمطار ورخص الأسعار من فضل الله وصالح دعائكم ، وعلى الخدمة الدائمة ، والسلام . من خدیمكم محمد بن البشیر بن مسعود الیزناسني ، عامله الله بلطفه آمین في 2 محرم عام 1291
المصدر: من الذاكرة المحلية المغربية نموذج الجهة الشرقية، ج 1 ص: 18ـــ عكاشة برحاب
الوثيقة رقم 5
وفي 22 دجنبر من سنة 1883 كتب الحاج محمد بن البشير او مسعود رسالة استعطاف للسلطان الحسن الاول لاطلاق سراحه. الرسالة مؤرخة في 21 صفر 1301 الموافق 22 دجنبر 1883.
" الحمد وحده وصلى الله على سیدنا محمد وآله. أدام الله العز والنصر والظفر المبین لسیدنا ومولانا أمیر المؤمنین، ناصرالملة وحامي الدین، والسلام التام على مقام سیدنا الإمام ورحمة الله وبركاته، أما بعد فعظم الله أجر سیدنا في ولده الأبر ویعوض خلفه ویرزق الصبر ویقدس روحه في الجنة ، ویلحقنا به مسلمین، وعلى خدمة سیدنا الشریفة طائعین، ونسأل الله تعالى أن یعطف علینا خاطر سیدنا أیده الله حتى ینظر من حالنا ومن كبر سننا ویسرحنا للخدمة أو للمحل الذي یریده سیدنا، وعلى الخدمة المولویة، والسلام في 21 صفر الخیر عام 1301 ."
حج محمد بن البشیر أمسعود سرح الله عقاله
المصدر: من الذاكرة المحلية المغربية نموذج الجهة الشرقية، ج 1 ص: 25ـــ عكاشة برحاب
وفي 22 دجنبر من سنة 1883 كتب الحاج محمد بن البشير او مسعود رسالة استعطاف للسلطان الحسن الاول لاطلاق سراحه. الرسالة مؤرخة في 21 صفر 1301 الموافق 22 دجنبر 1883.
" الحمد وحده وصلى الله على سیدنا محمد وآله. أدام الله العز والنصر والظفر المبین لسیدنا ومولانا أمیر المؤمنین، ناصرالملة وحامي الدین، والسلام التام على مقام سیدنا الإمام ورحمة الله وبركاته، أما بعد فعظم الله أجر سیدنا في ولده الأبر ویعوض خلفه ویرزق الصبر ویقدس روحه في الجنة ، ویلحقنا به مسلمین، وعلى خدمة سیدنا الشریفة طائعین، ونسأل الله تعالى أن یعطف علینا خاطر سیدنا أیده الله حتى ینظر من حالنا ومن كبر سننا ویسرحنا للخدمة أو للمحل الذي یریده سیدنا، وعلى الخدمة المولویة، والسلام في 21 صفر الخیر عام 1301 ."
حج محمد بن البشیر أمسعود سرح الله عقاله
المصدر: من الذاكرة المحلية المغربية نموذج الجهة الشرقية، ج 1 ص: 25ـــ عكاشة برحاب
الوثيقة رقم 3
أمر بشأن زجر اتباع اولاد البشير او مسعود
رسالة حسنية إلى القائد محمد بن محمد الوريمشي
"الحمد لله على سيدنا ومولانا محمد وآله.
(الطابع السلطاني الصغير وبداخله: الحسن بن محمد الله وليه ومولاه)
خديمنا الارضي القائد محمد بن محمد الوريمشي اليزناسني، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد، فقد وصلنا كتابك اخبرت فيه انك قبضت على الفساد الذين كانوا يتعرضون على اولاد البشير او مسعود ويحمونهم، وان البعض منهم لا زلت تترصده حتى يلحق بهم؛ واشرت بان لا يسمع كالم احد من الذين يردون على حضرتنا العالية بالله مظهرين للمحبة والنصيحة وهم مصرون على الفساد، وطلبت ان لا نجعل فرقا بين بني وريمش كحرود وغيره، وان نوجه عليهم لشريف حضرتنا، واعلمت ان الفساد اولاد البشير بتلمسان.
فقد عرفنا ذلك وصار ببالنا الشريف.
فاعلم ان ماذكرته من كون اولاد البشير بتلمسان قد بلغنا ذلك قبل، وقبضك على من عينت ن الفساد الذين يحمونهم، فقد اصبت بالدواء محل الداء، اصلحك الله، ومن ترصده من الباقين من الفساد الحق الله باشكالهم، وطب نفسا ممن يرد على حضرتنا العالية بالله، فانا لا نسمع لهم كلاما بحول الله، ونامرك ان توجه المساجين الذين عينت في كتابك كما بطرته مع ن فيهم الكفاية لحراستهم، واد كتبنا لمولاي الامين ووصيفنا القائد حم بان يشدا عضدك على توجيههم بالخيل ونحو ذلك، والسلام في 12 صفر 1297".
(23 يناير 1297)
المصدر: اولاد البشير او مسعود، عكاشة برحاب ص: 68
أمر بشأن زجر اتباع اولاد البشير او مسعود
رسالة حسنية إلى القائد محمد بن محمد الوريمشي
"الحمد لله على سيدنا ومولانا محمد وآله.
(الطابع السلطاني الصغير وبداخله: الحسن بن محمد الله وليه ومولاه)
خديمنا الارضي القائد محمد بن محمد الوريمشي اليزناسني، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد، فقد وصلنا كتابك اخبرت فيه انك قبضت على الفساد الذين كانوا يتعرضون على اولاد البشير او مسعود ويحمونهم، وان البعض منهم لا زلت تترصده حتى يلحق بهم؛ واشرت بان لا يسمع كالم احد من الذين يردون على حضرتنا العالية بالله مظهرين للمحبة والنصيحة وهم مصرون على الفساد، وطلبت ان لا نجعل فرقا بين بني وريمش كحرود وغيره، وان نوجه عليهم لشريف حضرتنا، واعلمت ان الفساد اولاد البشير بتلمسان.
فقد عرفنا ذلك وصار ببالنا الشريف.
فاعلم ان ماذكرته من كون اولاد البشير بتلمسان قد بلغنا ذلك قبل، وقبضك على من عينت ن الفساد الذين يحمونهم، فقد اصبت بالدواء محل الداء، اصلحك الله، ومن ترصده من الباقين من الفساد الحق الله باشكالهم، وطب نفسا ممن يرد على حضرتنا العالية بالله، فانا لا نسمع لهم كلاما بحول الله، ونامرك ان توجه المساجين الذين عينت في كتابك كما بطرته مع ن فيهم الكفاية لحراستهم، واد كتبنا لمولاي الامين ووصيفنا القائد حم بان يشدا عضدك على توجيههم بالخيل ونحو ذلك، والسلام في 12 صفر 1297".
(23 يناير 1297)
المصدر: اولاد البشير او مسعود، عكاشة برحاب ص: 68
الوثيقة رقم 4
تقرير بشأن سفر القائد عمرو اوجيل إلى الجزائر
" وصلني شريف كتاب سيدنا ايده الله فيما بلغ مولانا من ان القائد عمرو بن الحاج اجيل العيقي قصد اولاد البشير او مسعود بالناحية الشرقية، ومكث عندهم ثمانية ايام واعطوه فرسا ورجع لمحله، واشتغل باللف على الخوض، وامرني مولانا اعزه الله أن اكون على بال من ذلك ونخبر بالحقيقة والواقع.
نعم، يعلم سيدي انه توجه عند اولاد البشير حقا ، لكن لاجل مال له عليهم لقبضه ، ودفعوا له فرسين من ابل دينه ورجع، ولم يشتغل بخوض ولا بلفوفية كما بلغ سيدي، وانه لجالس عند حده، وما ظهر منه خلاف لزوم حده، واني منه على بال، ولست بغافل عنه. وبهذا وجب إعلام سيدي، والخديم عند لامر مولاه طالبا صالح دعائه ورضاه، والسلام في 28 محرم الحرام عام 1302".
(17 ــ 11 ــ 1884).
خديم سيدنا عبد المالك السعيدي
المصدر: اولاد البشير او مسعود، عكاشة برحاب ص: 70
تقرير بشأن سفر القائد عمرو اوجيل إلى الجزائر
" وصلني شريف كتاب سيدنا ايده الله فيما بلغ مولانا من ان القائد عمرو بن الحاج اجيل العيقي قصد اولاد البشير او مسعود بالناحية الشرقية، ومكث عندهم ثمانية ايام واعطوه فرسا ورجع لمحله، واشتغل باللف على الخوض، وامرني مولانا اعزه الله أن اكون على بال من ذلك ونخبر بالحقيقة والواقع.
نعم، يعلم سيدي انه توجه عند اولاد البشير حقا ، لكن لاجل مال له عليهم لقبضه ، ودفعوا له فرسين من ابل دينه ورجع، ولم يشتغل بخوض ولا بلفوفية كما بلغ سيدي، وانه لجالس عند حده، وما ظهر منه خلاف لزوم حده، واني منه على بال، ولست بغافل عنه. وبهذا وجب إعلام سيدي، والخديم عند لامر مولاه طالبا صالح دعائه ورضاه، والسلام في 28 محرم الحرام عام 1302".
(17 ــ 11 ــ 1884).
خديم سيدنا عبد المالك السعيدي
المصدر: اولاد البشير او مسعود، عكاشة برحاب ص: 70
الوثيقة رقم 6
رسالة أولاد البشير إلى السلطان بعد العفو عنهم
"... أنهي لعلم سيدنا اننا كنا توسطنا بخدام سيدنا بالتشفع فينا عند سيدنا، فساعدهم بما طلبوه في جانبنا واستخرج لنا ظواهر شريفة مؤسسة بالرجوع لوطننا، على شروط الجلوس عند الحد بقيد لزومنا الثمرة والجد واشتغالنا بما يعني في سائر الاحوال (كذا)، وعدم الدخول في امر من الامور والخوض في فصول الفضول، فنحن ممتثلين (كذا) سامعين طائعين بما امرنا مولانا نصره الله، فقدمنا الى وجدة وتلاقينا مع عمال سيدنا، فمنهم القائد السيد عبد المالك السعيدي [عامل وجدة] ، وفرح بنا غاية ودفع لنا الظهير الشريف، وتلاقوا عمال بني يزناسن بوجدة البعض منهم معنا (كذا)، وربطنا ازواجنا يحرثوا ازاء وجدة، وقدمنا الى قصبة سيدنا السعيدة عيون سيدي ملوك، وتلاقينا مع خديم سيدنا القائد السيد العربي بن محمد المديوني وفرح بنا غاية وما قصر في شيء، ودفع لنا الظهير الشريف فقبضناه وقبلنقه وعلى الراس والعين وضعناه، وامتثلنا جميع اوامره واجتنبنا نواهيه، وقدموا لنا قواد بني يزناسن لصلة الرحم معنا، وتفقد احوالنا فرحا وتعضيما بما ظهر علينا من فضل مولانا المنصور بالله، جعل الله لنا البركة في عمله. ورجعنا الان إلى تلمسان لنهيئوا (كذا) الرحيل باولادنا وجميع إخواننا، وبعد نزولنا في بلادنا لابد لنا من القدوم لسيادة سيدنا بالتعزية في والدنا المرحوم بالله جعل الله البركةفي عمر سيدنا، ومن المعلوم ان للسيد التصرف في عبيده كيف شاء وبما شاء، والحمد لله الذي انقذنا سيدنا من ظلمات الجهل وادخلنا في رفقة الاسلام، والمطلوب من سيدي ان ينظر فينا بعين الرضى والراحة والرحمة، وعظ الطرف عن ما سلف ولا يحاسبنا بما صدر منا من التقصير، لان الانسان محله الخطأ والنقصان، وسيدنا موصوف بالصبر والشفاعة بكل احد في جانبنا قول وسواس، ولا يخفي على سيدنا اهل هذا الوطن، وإخواننا الذين هم مستحرمين (كذا) بعتبة دار سيدنا بمدينة فاس، طالبا من سيدنا ان يمن علينا باجتماع شملهم معنا، فكلنا من جيش سيدنا نصره الله، ونحن عند السمع والطاعة لما امرنا به مولانا نصره الله، وقد سالنا من سيدنا دعاء الخير الصالح، كي يصلح حالنا واحوالنا بجاه جدك سيد الاولين والاخرين، وعلى بركة الله والسلام في 18 جمادى الاولى عام 1303." ( 22 ــ 2 ــ 1886)
أولاد خديم سيدنا اولاد الحاج محمد بن البشير بن مسعود اليزناسيين وفقهم الله
المصدر: اولاد البشير او مسعود، عكاشة برحاب ص: 72
رسالة أولاد البشير إلى السلطان بعد العفو عنهم
"... أنهي لعلم سيدنا اننا كنا توسطنا بخدام سيدنا بالتشفع فينا عند سيدنا، فساعدهم بما طلبوه في جانبنا واستخرج لنا ظواهر شريفة مؤسسة بالرجوع لوطننا، على شروط الجلوس عند الحد بقيد لزومنا الثمرة والجد واشتغالنا بما يعني في سائر الاحوال (كذا)، وعدم الدخول في امر من الامور والخوض في فصول الفضول، فنحن ممتثلين (كذا) سامعين طائعين بما امرنا مولانا نصره الله، فقدمنا الى وجدة وتلاقينا مع عمال سيدنا، فمنهم القائد السيد عبد المالك السعيدي [عامل وجدة] ، وفرح بنا غاية ودفع لنا الظهير الشريف، وتلاقوا عمال بني يزناسن بوجدة البعض منهم معنا (كذا)، وربطنا ازواجنا يحرثوا ازاء وجدة، وقدمنا الى قصبة سيدنا السعيدة عيون سيدي ملوك، وتلاقينا مع خديم سيدنا القائد السيد العربي بن محمد المديوني وفرح بنا غاية وما قصر في شيء، ودفع لنا الظهير الشريف فقبضناه وقبلنقه وعلى الراس والعين وضعناه، وامتثلنا جميع اوامره واجتنبنا نواهيه، وقدموا لنا قواد بني يزناسن لصلة الرحم معنا، وتفقد احوالنا فرحا وتعضيما بما ظهر علينا من فضل مولانا المنصور بالله، جعل الله لنا البركة في عمله. ورجعنا الان إلى تلمسان لنهيئوا (كذا) الرحيل باولادنا وجميع إخواننا، وبعد نزولنا في بلادنا لابد لنا من القدوم لسيادة سيدنا بالتعزية في والدنا المرحوم بالله جعل الله البركةفي عمر سيدنا، ومن المعلوم ان للسيد التصرف في عبيده كيف شاء وبما شاء، والحمد لله الذي انقذنا سيدنا من ظلمات الجهل وادخلنا في رفقة الاسلام، والمطلوب من سيدي ان ينظر فينا بعين الرضى والراحة والرحمة، وعظ الطرف عن ما سلف ولا يحاسبنا بما صدر منا من التقصير، لان الانسان محله الخطأ والنقصان، وسيدنا موصوف بالصبر والشفاعة بكل احد في جانبنا قول وسواس، ولا يخفي على سيدنا اهل هذا الوطن، وإخواننا الذين هم مستحرمين (كذا) بعتبة دار سيدنا بمدينة فاس، طالبا من سيدنا ان يمن علينا باجتماع شملهم معنا، فكلنا من جيش سيدنا نصره الله، ونحن عند السمع والطاعة لما امرنا به مولانا نصره الله، وقد سالنا من سيدنا دعاء الخير الصالح، كي يصلح حالنا واحوالنا بجاه جدك سيد الاولين والاخرين، وعلى بركة الله والسلام في 18 جمادى الاولى عام 1303." ( 22 ــ 2 ــ 1886)
أولاد خديم سيدنا اولاد الحاج محمد بن البشير بن مسعود اليزناسيين وفقهم الله
المصدر: اولاد البشير او مسعود، عكاشة برحاب ص: 72
الوثيقة رقم 7
طلب أولاد البشير المقيمين بفاس العودة إلى وطنهم
"... وبعد فقد انبؤونا خدامك إخواننا أولاد الحاج محمد بن البشير أو مسعود بإنعامك عليهم بالإياب لبلادهم واستقرارهم بها،محترمين موقورين معظمين، كما نطلب من سيدنا اعز الله علاه ورفع رايته واعلامه ينعم علينا بإيابنا اليها كذلك، وبجمع شملنا معهم، ادام الله لكلنا وجود سيدنا، وابقاه مركزا للخيرات، وكثر لسيدنا الحسنات، والسلام، دي 18 جمادى الاولى عام 1303".
خدامك ألاد الحاج محمد بن البشير أو مسعود اليزناسني بفاس
وكتب في ظهر الرسالة ملخص، هذا نصه:
" أولاد الحاج محمد بن البشير أو مسعود اليزناسني القانطين بفاس، يطلبون من مولانا الإنعام عليهم بالسكنى في وطنهم مثل ما أنعم به على إخوانهم.
الذي اجيب به عامل وجدة في شأنهم هو نصه:
فلتكن على بال منهم، سيما مات المهياوي، فإنهم لا تؤمن غوائلهم، والسلام، وذلك حيث أخبر بورودهم.
وقد كتب أولاد البشير المذكورين قريبا، طالبين الاذن الشريف بالوفود للحضرة الشريفة، إذا اتوا بتعلقاتهم من تلمسان، ونزلوا ببلادهم، والجمع مع إخوانهم الذين بفاس، فاجيبوا بالمساعدة على ذلك بعد الورود.
انتهى"
المصدر: اولاد البشير او مسعود، عكاشة برحاب ص: 74
طلب أولاد البشير المقيمين بفاس العودة إلى وطنهم
"... وبعد فقد انبؤونا خدامك إخواننا أولاد الحاج محمد بن البشير أو مسعود بإنعامك عليهم بالإياب لبلادهم واستقرارهم بها،محترمين موقورين معظمين، كما نطلب من سيدنا اعز الله علاه ورفع رايته واعلامه ينعم علينا بإيابنا اليها كذلك، وبجمع شملنا معهم، ادام الله لكلنا وجود سيدنا، وابقاه مركزا للخيرات، وكثر لسيدنا الحسنات، والسلام، دي 18 جمادى الاولى عام 1303".
خدامك ألاد الحاج محمد بن البشير أو مسعود اليزناسني بفاس
وكتب في ظهر الرسالة ملخص، هذا نصه:
" أولاد الحاج محمد بن البشير أو مسعود اليزناسني القانطين بفاس، يطلبون من مولانا الإنعام عليهم بالسكنى في وطنهم مثل ما أنعم به على إخوانهم.
الذي اجيب به عامل وجدة في شأنهم هو نصه:
فلتكن على بال منهم، سيما مات المهياوي، فإنهم لا تؤمن غوائلهم، والسلام، وذلك حيث أخبر بورودهم.
وقد كتب أولاد البشير المذكورين قريبا، طالبين الاذن الشريف بالوفود للحضرة الشريفة، إذا اتوا بتعلقاتهم من تلمسان، ونزلوا ببلادهم، والجمع مع إخوانهم الذين بفاس، فاجيبوا بالمساعدة على ذلك بعد الورود.
انتهى"
المصدر: اولاد البشير او مسعود، عكاشة برحاب ص: 74
الوثيقة رقم 8
رسالة الحاج رمضان الوجدي الى الحاج محمد الصغير من اجل اطلاق سراحه
"الحمد وحده وصلى الله على سیدنا محمد وآله. إلى المحب الأمجد الفاضل الأسعد الخیّر الأنجد الرئیس القائد الحاج محمد ابن البشیر الیزناسني ، سلام علیك ورحمة الله عن خیر سیدنا أیده الله ونصره وبعد ، فلا یخفى علیك حالنا من جھة الصائر ومن جھة الضرر، ولولا سیدنا العربي یواسینا لضعنا. وقد علمت أن أولادنا لم یصل إلینا منھم أحد، والآن فنرید من سیادتك ألا تقصر في جانبنا عند سیدنا المنصور با ، وكذلك عند الفقیه ، والكلام الذي ذكر لك السید العربي ھو المعّول عایه ، ویصلك داخله بطاقة و ّجھھا للفقیه بارك الله فیك ( یقصد بالفقیه الحاجب أحمد بن موسى) وفي ذریتك ومتعنا بحیاتك، والآن سیدي خذ بیدنا أخذ الله بیدك . فھا نحن محترمون ( من الحرمة) بذریتك بارك الله فیھم ، وانظر فینا وجه الدم والمصاھرة ، وسلم منا على السید العربي،وعلى السید عبد السلام أخیك،وعلى المحبة والسلام، في 15 محرم الحرام عام 1306 ."
(21 ــ 9 ــ 1888)
عن إذن الشیخ علي بن رمضان الوجدي لطف الله به
من الذاكرة المحلة المغربية نموذج الجهة الشرقية ج 1 ص:95 ــ عكاشة برحاب
رسالة الحاج رمضان الوجدي الى الحاج محمد الصغير من اجل اطلاق سراحه
"الحمد وحده وصلى الله على سیدنا محمد وآله. إلى المحب الأمجد الفاضل الأسعد الخیّر الأنجد الرئیس القائد الحاج محمد ابن البشیر الیزناسني ، سلام علیك ورحمة الله عن خیر سیدنا أیده الله ونصره وبعد ، فلا یخفى علیك حالنا من جھة الصائر ومن جھة الضرر، ولولا سیدنا العربي یواسینا لضعنا. وقد علمت أن أولادنا لم یصل إلینا منھم أحد، والآن فنرید من سیادتك ألا تقصر في جانبنا عند سیدنا المنصور با ، وكذلك عند الفقیه ، والكلام الذي ذكر لك السید العربي ھو المعّول عایه ، ویصلك داخله بطاقة و ّجھھا للفقیه بارك الله فیك ( یقصد بالفقیه الحاجب أحمد بن موسى) وفي ذریتك ومتعنا بحیاتك، والآن سیدي خذ بیدنا أخذ الله بیدك . فھا نحن محترمون ( من الحرمة) بذریتك بارك الله فیھم ، وانظر فینا وجه الدم والمصاھرة ، وسلم منا على السید العربي،وعلى السید عبد السلام أخیك،وعلى المحبة والسلام، في 15 محرم الحرام عام 1306 ."
(21 ــ 9 ــ 1888)
عن إذن الشیخ علي بن رمضان الوجدي لطف الله به
من الذاكرة المحلة المغربية نموذج الجهة الشرقية ج 1 ص:95 ــ عكاشة برحاب