هو الأستاذ الأديب المؤرخ المجاهد الشاعر قَدُّور بن علي بن البشير اليزناسني العتيقي الورطاسي الحسني. ولد في قرية ورطاس ضاحية أبركان في 18 ذي القعدة 1332هـ/30 شتنبر 1913م. حفظ كتاب الله، وفي سنة 1930م التحق بالمعهد الديني بوجدة لمتابعة تعليمه، بعد ذلك التحق بكلية القرويين في فاس، وفي سنة 1936م، استدعاه السيد محمد بن العالم قاضي ابركان لينضم الى عدل محكمته. وفي نونبر 1937م عين عدلا بمحكمة تافوغالت الشرعية.
فتحت المدرسة القرآنية بابركان بعد الزيارة التي قام بها الزعيم علال الفاسي لابركان سنة 1936م، وقد وقع الاتفاق على السيد عبد المالك بن السيد المختار بوتشيش على أن يكون مديرا لها. وعلى الرغم من ان الجو الوطني كان لابأس به فلم يكن الاقبال على هذه المدرسة من السهل على كل واحد، إذ أن الادارة الفرنسية كانت تنظر إلى هذا النوع من المدارس على أنها ليست مدارس فحسب بل أنها في الباطن خلايا سياسية اتخذت مظاهر مدارس، وكان هذا واقع الامر إجمالا. غادر السيد عبد المالك بوتشيش ادارة المدرسة بعدما انخرط في سلك العدول بالمحكمة الشرعية بالدار البيضاء، وكان لمغادرته اثر في نفوس اللجنة المسيرة التي كلفت الفقيه عمرو بن الحسين الوكوتي بادارة المدرسة. وفي هذه المرحلة أخذ السيد قدور الورطاسي يتصل بالمدرسة وبمديرها، وقد ثارت الادارة الفرنسية لهذا النشاط.
تأثر السيد قدور الورطاسي كثيرا بالصحف الوطنية خصوصا جريدة الاطلس، هذه الجرائد التي كانت تنشر مقالات نارية، وكان يشترك ايضا مع المدير في تحرير مقالات ومراسلات بامضاء "يزناسني"، فكانت هذه المقالات والمراسلات تعمل عملها في نفس السيد قدور الورطاسي فضاعفت من عزمه على الانغمار في الميدان الوطني. بدأ الانغمار في النشاط السياسي في سنة 1936م ، وكان رحمه الله يقرأ الصحف الوطنية بحماس متضاعف، هذا الحماس الوطني قد نما جزء منه في فاس حيث كان يقرأ المقالات النارية في جريدة الحياة، بالاضافة الى قراءته للصحف والمجلات المصرية والسورية واللبنانية، وخصوصا مجلة الرسالة.
في سنة 1944م تقدم حزب الاستقلال باعلان وثيقة المطالبة بالاستقلال والقي القبض على الامين العام للحزب إذ ذاك الاستاذ احمد بلافريج ونائبه الاستاذ محمد اليزيدي وما تبع ذلك من مظاهرات في الرباط وسلا وفاس ووجدة. إثر هذا الحدث المهم ذهب السيد قدور الورطاسي والقى خطبة نارية في المسجد الاعظم بعد صلاة الظهر بوجدة يوم الاحد 9 فبراير1944م، فبمجرد خروجه من المسجد اعتقل وحكم عليه بعامين سجنا قضاها في سجون الرباط، وسجن اغبيلة وسجن عين مومن. وفي يوم الاحد 19 فبراير 1945م اطلق سراحه. وفي 12 فبراير وصل الى منزله بابركان وبعد ذلك عزل من عمله كعدول.
قام السيد قدور الورطاسي بالدعوة إلى الفكرة الاستقلالية سنة 1945م مع الاخ جلول وبعض الاخوان الآخرين، إثر ذلك منع من السفر الى وجدة إلا بإذن خاص. ثم فتح دكان بشارع طنجة والمقصود من فتحه لهذا الدكان هو الانغمار في مختلف طبقات الشعب من جهة، وجعله وسيلة لشراء السلع من وجدة.
وفي أواخر سنة 1945م تأسس أول مكتب لفرع حزب الاستقلال بابركان، وأصبح السيد قدور الورطاسي كاتبا للفرع .
وفي يونيو 1948م اعتقل السيد قدور الورطاسي بسبب احداث وقعت بين المسلمين و اليهود بوجدة ومكث في الزنزانة من 10 يونيو إلى 16 يونيو حيث اطلق سراحه لانه كان في فاس بقصد التجارة. وفي نفس السنة اختير عضوا في اللجنة العليا لشؤون البادية، ثم اصبح كاتبا لفرع وجدة بعد قرار المجلس الوطني الاعلى بالرباط إثر الصراع والفوضى التي كان يتخبط فيها مكتب فرع وجدة .
وفي 25 فبراير 1951م اعتقل وحكم عليه ب 6 أشهر حبسا متنقلا بين سجن وجدة وفاس وسجن لعلو بالرباط، وفي 17 غشت 1951م اطلق سراحه .
وبعد عام في 17 غشت 1952م نفي إلى الصحراء وسجن بتارودانت، وقلعة مكونة ثم اغبال نكردوس باقليم تافيلالت.
وفي 13 يوليوز 1955م أطلق سراحه شريطة ان لايدخل المغرب الشرقي، ثم التحقت به عائلته وكان يسكن بمكناس. وفي يوم الخميس 12 شتنبر سنة 1956م تسلم ظهير توليته رئيسا لدائرة ابركان من سنة 1956م إلى 1958م ثم عضو في ديوان وزير الدولة المكلف بالشؤون الإسلامية، وغيرها من المناصب إلى أن عُيِّن رئيساً على مصلحة تكوين الأطر الدينية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية .
وُلِعَ الورطاسي بالتأليف والتقييد، فكانت بداياته الأولى مع الكتابة بالقرويين سنة 1351هـ/1933م؛ إذ كتب بصحيفة «النجاح» الجزائرية، ثم عمل مراسلا للعديد من الجرائد مثل «السعادة»، و«الأطلس»، و«البصائر»، و«الشعلة» الجزائرية، و«الأسبوع» التونسية، وكَتَب مقالات في مجلة «دعوة الحق»، ومجلة«الإرشاد»، وله تصانيف مفردة يتعلق العديد منها بتاريخ المغرب الشرقي، وقد ساهمت في الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري لهذه المنطقة، منها: «معالم من تاريخ وجدة» طبع بالرباط عام 1972م عن مطبعة الرسالة، و«بنو يزنانسن عبر الكفاح الوطني» طبع عام 1976م عن مطبوعات دار المغرب بالرباط، و«الأنيس المطرب في تاريخ شرق المغرب منذ عهد الكاهنة داهيا إلى سنة 1956م» طبع عن مطبعة الرسالة بالرباط في جزءين، و«ديوان الحدائق» في جزءين صدر عام 1977م بالرباط عن دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، و«فكيك المجاهدة»، و«بين ظلال الأصالة» طبع بالرباط عام 1989م عن مطبعة الأمنية، و«حياة محمد الدرفوي»، و«حياة أحمد بندالي»، و«حياة مصطفى المشرفي»، و«حياة بناصر بن الحاج العربي»، و«حياة محمد بن منصور»، و«غروب الاستعمار» طبع عام 1976م عن مطبعة الأمنية بالرباط، و«ذكريات الدراسة في فاس» طبع عن دار الطباعة الحديثة بالدار البيضاء، و«أربع سنوات مع جبهة التحرير الجزائرية» طبع عام 1976 بالرباط عن مطبعة ووراقة البلاد، و«لقاءات تاريخية»، و«الدرر اللامعة في الرد على رفيقة الطبيعة»، و«حياة محمد المدور الرباطي»، وله في الفقه كتاب:«فقه المناسك على مذهب مالك» وغيرها من التآليف التي تجلو عن ذهن وقّاد وقلم سيّال.
توفي رحمه الله بالرباط يوم 20 يوليوز عام 1994م/1414هـ.
فتحت المدرسة القرآنية بابركان بعد الزيارة التي قام بها الزعيم علال الفاسي لابركان سنة 1936م، وقد وقع الاتفاق على السيد عبد المالك بن السيد المختار بوتشيش على أن يكون مديرا لها. وعلى الرغم من ان الجو الوطني كان لابأس به فلم يكن الاقبال على هذه المدرسة من السهل على كل واحد، إذ أن الادارة الفرنسية كانت تنظر إلى هذا النوع من المدارس على أنها ليست مدارس فحسب بل أنها في الباطن خلايا سياسية اتخذت مظاهر مدارس، وكان هذا واقع الامر إجمالا. غادر السيد عبد المالك بوتشيش ادارة المدرسة بعدما انخرط في سلك العدول بالمحكمة الشرعية بالدار البيضاء، وكان لمغادرته اثر في نفوس اللجنة المسيرة التي كلفت الفقيه عمرو بن الحسين الوكوتي بادارة المدرسة. وفي هذه المرحلة أخذ السيد قدور الورطاسي يتصل بالمدرسة وبمديرها، وقد ثارت الادارة الفرنسية لهذا النشاط.
تأثر السيد قدور الورطاسي كثيرا بالصحف الوطنية خصوصا جريدة الاطلس، هذه الجرائد التي كانت تنشر مقالات نارية، وكان يشترك ايضا مع المدير في تحرير مقالات ومراسلات بامضاء "يزناسني"، فكانت هذه المقالات والمراسلات تعمل عملها في نفس السيد قدور الورطاسي فضاعفت من عزمه على الانغمار في الميدان الوطني. بدأ الانغمار في النشاط السياسي في سنة 1936م ، وكان رحمه الله يقرأ الصحف الوطنية بحماس متضاعف، هذا الحماس الوطني قد نما جزء منه في فاس حيث كان يقرأ المقالات النارية في جريدة الحياة، بالاضافة الى قراءته للصحف والمجلات المصرية والسورية واللبنانية، وخصوصا مجلة الرسالة.
في سنة 1944م تقدم حزب الاستقلال باعلان وثيقة المطالبة بالاستقلال والقي القبض على الامين العام للحزب إذ ذاك الاستاذ احمد بلافريج ونائبه الاستاذ محمد اليزيدي وما تبع ذلك من مظاهرات في الرباط وسلا وفاس ووجدة. إثر هذا الحدث المهم ذهب السيد قدور الورطاسي والقى خطبة نارية في المسجد الاعظم بعد صلاة الظهر بوجدة يوم الاحد 9 فبراير1944م، فبمجرد خروجه من المسجد اعتقل وحكم عليه بعامين سجنا قضاها في سجون الرباط، وسجن اغبيلة وسجن عين مومن. وفي يوم الاحد 19 فبراير 1945م اطلق سراحه. وفي 12 فبراير وصل الى منزله بابركان وبعد ذلك عزل من عمله كعدول.
قام السيد قدور الورطاسي بالدعوة إلى الفكرة الاستقلالية سنة 1945م مع الاخ جلول وبعض الاخوان الآخرين، إثر ذلك منع من السفر الى وجدة إلا بإذن خاص. ثم فتح دكان بشارع طنجة والمقصود من فتحه لهذا الدكان هو الانغمار في مختلف طبقات الشعب من جهة، وجعله وسيلة لشراء السلع من وجدة.
وفي أواخر سنة 1945م تأسس أول مكتب لفرع حزب الاستقلال بابركان، وأصبح السيد قدور الورطاسي كاتبا للفرع .
وفي يونيو 1948م اعتقل السيد قدور الورطاسي بسبب احداث وقعت بين المسلمين و اليهود بوجدة ومكث في الزنزانة من 10 يونيو إلى 16 يونيو حيث اطلق سراحه لانه كان في فاس بقصد التجارة. وفي نفس السنة اختير عضوا في اللجنة العليا لشؤون البادية، ثم اصبح كاتبا لفرع وجدة بعد قرار المجلس الوطني الاعلى بالرباط إثر الصراع والفوضى التي كان يتخبط فيها مكتب فرع وجدة .
وفي 25 فبراير 1951م اعتقل وحكم عليه ب 6 أشهر حبسا متنقلا بين سجن وجدة وفاس وسجن لعلو بالرباط، وفي 17 غشت 1951م اطلق سراحه .
وبعد عام في 17 غشت 1952م نفي إلى الصحراء وسجن بتارودانت، وقلعة مكونة ثم اغبال نكردوس باقليم تافيلالت.
وفي 13 يوليوز 1955م أطلق سراحه شريطة ان لايدخل المغرب الشرقي، ثم التحقت به عائلته وكان يسكن بمكناس. وفي يوم الخميس 12 شتنبر سنة 1956م تسلم ظهير توليته رئيسا لدائرة ابركان من سنة 1956م إلى 1958م ثم عضو في ديوان وزير الدولة المكلف بالشؤون الإسلامية، وغيرها من المناصب إلى أن عُيِّن رئيساً على مصلحة تكوين الأطر الدينية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية .
وُلِعَ الورطاسي بالتأليف والتقييد، فكانت بداياته الأولى مع الكتابة بالقرويين سنة 1351هـ/1933م؛ إذ كتب بصحيفة «النجاح» الجزائرية، ثم عمل مراسلا للعديد من الجرائد مثل «السعادة»، و«الأطلس»، و«البصائر»، و«الشعلة» الجزائرية، و«الأسبوع» التونسية، وكَتَب مقالات في مجلة «دعوة الحق»، ومجلة«الإرشاد»، وله تصانيف مفردة يتعلق العديد منها بتاريخ المغرب الشرقي، وقد ساهمت في الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري لهذه المنطقة، منها: «معالم من تاريخ وجدة» طبع بالرباط عام 1972م عن مطبعة الرسالة، و«بنو يزنانسن عبر الكفاح الوطني» طبع عام 1976م عن مطبوعات دار المغرب بالرباط، و«الأنيس المطرب في تاريخ شرق المغرب منذ عهد الكاهنة داهيا إلى سنة 1956م» طبع عن مطبعة الرسالة بالرباط في جزءين، و«ديوان الحدائق» في جزءين صدر عام 1977م بالرباط عن دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، و«فكيك المجاهدة»، و«بين ظلال الأصالة» طبع بالرباط عام 1989م عن مطبعة الأمنية، و«حياة محمد الدرفوي»، و«حياة أحمد بندالي»، و«حياة مصطفى المشرفي»، و«حياة بناصر بن الحاج العربي»، و«حياة محمد بن منصور»، و«غروب الاستعمار» طبع عام 1976م عن مطبعة الأمنية بالرباط، و«ذكريات الدراسة في فاس» طبع عن دار الطباعة الحديثة بالدار البيضاء، و«أربع سنوات مع جبهة التحرير الجزائرية» طبع عام 1976 بالرباط عن مطبعة ووراقة البلاد، و«لقاءات تاريخية»، و«الدرر اللامعة في الرد على رفيقة الطبيعة»، و«حياة محمد المدور الرباطي»، وله في الفقه كتاب:«فقه المناسك على مذهب مالك» وغيرها من التآليف التي تجلو عن ذهن وقّاد وقلم سيّال.
توفي رحمه الله بالرباط يوم 20 يوليوز عام 1994م/1414هـ.