الموقف البطولي للمرحوم موسى برياح
يعتبر الاسلوب الواضح الصريح من أبرز وسائل المقاومين اليزناسنيين، فهم لا يرهبون أن يواجهوا الأناني أو الظالم، أو الساخر، بموقفهم الصريح ضد الانانية والظلم والسخرية.
موقف بطولي من المقاوم السيد موسى برياح رحمه الله حينما سأله رئيس دائرة بركان " رامونة " : هل أنت تفهم معنى الاستقلال؟ ففهم هذا الاستقلالي من رئيس الدائرة أنه يسخر من بساطته وأميته فأجابه ساخرا : نعم أفهم معنى الاستقلال كامل الفهم. ان معنى الاستقلال أن تفارق أنت هذا الكرسي، وأجلس عليه أنا !؟
وعلى الرغم من قساوة أسلوب الجواب ضبط المراقب أعصابه وسأله مرة ثانية، هل أنت يا موسى برياح تستطيع أن تجلس مكاني هذا، وتستطيع أن تضطلع بما اضطلع به من مهام عظيمة تحتاج إلى ثقافة وخبرة ؟
فابتسم موسى برياح رحمه الله وأجابه: لا تتخيل أن قصدي أن تقوم أنت موسيو رامونة وأجلس أنا: موسى برياح. لا.. وإنما ضربت لك مثالا بهذه الجزئية فقط، وإلا فإني أقصد ـــ وأنت تعلم ما أقصد ـــ أن يسلم الفرنسيون حكم البلاد لأهل البلاد، وحينما يحدث ذلك، فإنه ليس من شأنك أن تعرف هل أنا الذي سأجلس مكانك أو غيري. فهذا شأن الشعب المغربي، وشأن جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله.
وزاد موسى قائلا أنا أعلم أنني أمي بسيط، ولا أستحق أن أدير شؤون بلادي ثم أننا نريد استرجاع سيادتنا ، ولا نريد أن يحكمنا الاميون البسيطون مثلي، كما هو أسلوب الاستعمار في اسناد الامور إلى مواطنينا الاميين، بل يتولى أمورنا ذو الخبرة والكفاءة والنزاهة.
ولقد أعجب المراقب ومساعدوه وقائد البلد من هذا الجواب العميق الصريح الواضح البين، ثم حكم على موسى برياح رحمه الله ب 15 يوما، وقال تعليقا على هذا الحكم: إن أقسى من هذا الحكم لا يؤثر أصلا على عقيدتي التي شرحتها لكم. ففي سبيل استرجاع سيادة البلاد ستأحمل كل تضحية إلى نهاية الحياة. رحم الله موسى برياح وجميع مجاهدينا الابرار رحمة واسعة واسكنهم فسيح جناته إنه نعم المولى ونعم النصير.