أصل بني يزناسن
يزناسن هي كلمة أمازيغية اصلها إجناسن وتعني الجالس على الارض (1)، او ربما اصلها إزناتن او إزناسن او يزناتن، كلمات مرادفات التي اشتقت من لفظ "زناتة" القبيلة الامازيغية التي ينتمي اليها بنو يزناسن حسب بعض الروايات الفرنسية (2).
ينتسب بنو يزناسن إلى الامازيغ البُتْرأي البدو، وهم من ولد كنعان بن حام بن نوح، وان اسم ابيهم "مازيغ" الذي يعني الرجل الحر وذو الاصل الرفيع. لفظ أمازيغ هو اللفظ الذي يطلق على سكان الشمال الافريقي، لكن اللاتينيون يطلقون عليهم أو يسمونهم بالبربر، وهذه الكلمة إستعملها اللاتينيون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم لغتهم إعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية على كل الحضارات. هذا اللفظ إستعمله الرومان ايضا على سكان شمال إفريقيا وعلى القبائل الجرمانية و الانجليزية المتمردة عليهم.
الامازيغ البتر أو البدو هم الافريقيون الحاميون أقبلوا من الجنوب و في الغالب الجنوب الغربي من إفريقيا المدارية ومن وادي النيل بصفة خاصة عبر الصحراء، وقد نزلوا اولا إقليم برقة ثم إنتشروا غربا. ومن أكبر فروع الامازيغ البُتْر: زناتة.
هؤلاء الأمازيغ أقبلوا من داخل القارة واستقروا في برقة و طرابلس ثم انتشروا في اقاليم الجريد والقبلات و الصحاري المحيطة بالمغرب من الجنوب، هذا الجيل في المغرب جيل قديم العهد، معروف العين و الاثر مواطنهم في سائر مواطن الامازيغ بافريقية والمغرب.
بنو يزناسن و زناتة قبيلتان امازيغيتان، ولكل قبيلة لها نسبها الخاص(3)، و تنحدران من مادغيس جد الامازيغ البتر، ولكن لا نستطيع أن نميز بالضبط بين زناتة و بني يزناسن لامتزاج قام بينهما من جهة، وبينهم وبين غيرهم من صنهاجة وكتامة من جهة ثانية، ولذلك يطلق على الجميع زناتة وبني يزناسن (4).
باستثناء سكان بني يزناسن من آل البيت فيطلق عليهم "الشرفاء او المرابطين" أو بأمازيغية بني يزناسن الشرفا ـــ إمرابظن (5).
_________________
(1): ابن خلدون مجلد 6 ص: 207
De la martinière et lacroix T.1 p.196(2)
(3): بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني، قدور الورطاسي ص: 18
(4): معالم من تاريخ وجدة، قدور الورطاسي ص: 11
(5): نفس المصدر(4)
يزناسن هي كلمة أمازيغية اصلها إجناسن وتعني الجالس على الارض (1)، او ربما اصلها إزناتن او إزناسن او يزناتن، كلمات مرادفات التي اشتقت من لفظ "زناتة" القبيلة الامازيغية التي ينتمي اليها بنو يزناسن حسب بعض الروايات الفرنسية (2).
ينتسب بنو يزناسن إلى الامازيغ البُتْرأي البدو، وهم من ولد كنعان بن حام بن نوح، وان اسم ابيهم "مازيغ" الذي يعني الرجل الحر وذو الاصل الرفيع. لفظ أمازيغ هو اللفظ الذي يطلق على سكان الشمال الافريقي، لكن اللاتينيون يطلقون عليهم أو يسمونهم بالبربر، وهذه الكلمة إستعملها اللاتينيون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم لغتهم إعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية على كل الحضارات. هذا اللفظ إستعمله الرومان ايضا على سكان شمال إفريقيا وعلى القبائل الجرمانية و الانجليزية المتمردة عليهم.
الامازيغ البتر أو البدو هم الافريقيون الحاميون أقبلوا من الجنوب و في الغالب الجنوب الغربي من إفريقيا المدارية ومن وادي النيل بصفة خاصة عبر الصحراء، وقد نزلوا اولا إقليم برقة ثم إنتشروا غربا. ومن أكبر فروع الامازيغ البُتْر: زناتة.
هؤلاء الأمازيغ أقبلوا من داخل القارة واستقروا في برقة و طرابلس ثم انتشروا في اقاليم الجريد والقبلات و الصحاري المحيطة بالمغرب من الجنوب، هذا الجيل في المغرب جيل قديم العهد، معروف العين و الاثر مواطنهم في سائر مواطن الامازيغ بافريقية والمغرب.
بنو يزناسن و زناتة قبيلتان امازيغيتان، ولكل قبيلة لها نسبها الخاص(3)، و تنحدران من مادغيس جد الامازيغ البتر، ولكن لا نستطيع أن نميز بالضبط بين زناتة و بني يزناسن لامتزاج قام بينهما من جهة، وبينهم وبين غيرهم من صنهاجة وكتامة من جهة ثانية، ولذلك يطلق على الجميع زناتة وبني يزناسن (4).
باستثناء سكان بني يزناسن من آل البيت فيطلق عليهم "الشرفاء او المرابطين" أو بأمازيغية بني يزناسن الشرفا ـــ إمرابظن (5).
_________________
(1): ابن خلدون مجلد 6 ص: 207
De la martinière et lacroix T.1 p.196(2)
(3): بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني، قدور الورطاسي ص: 18
(4): معالم من تاريخ وجدة، قدور الورطاسي ص: 11
(5): نفس المصدر(4)
موطن بني يزناسن
استوطن بنو يزناسن في أول الامر جبال الاوراس أو جهة معسكر كما تقول الرواية الاخرى، هاجروا الى الغرب حوالي 74ــ 75 هــ / 693 ــ 694 م واستوطنوا الجبال التي تحمل اسمهم والتي يقيمون بها حتى الآن، وسبب هجرتهم هو النزوح إلى مناطق الكلأ والماء للبحث عن أسباب العيش لا سيما إثر القحط الشديد الذي اجتاح البلاد نتيجة تخريب الكاهنة (1)جميع المدن والضياع، وكانت من طرابلس إلى طنجة ظلا واحدا في قرى متصلة.
هذه الهجرة لم تكن تحت أي ضغط من الفتوحات الاسلامية، أما ما يقال من أن المسلمين الفاتحين أزاحوا بعض القبائل الامازيغية عن مواطنها فأقاصيص لايؤيدها سند. هذه من بعض الروايات التي روجتها فرنسا لاثارة الفتنة بين العرب والامازيغ.
لكن هناك تساؤل يطرح نفسه، أكان الجبل خاليا من السكان؟
هناك معطيات اركوليجية تؤكد لنا تعمير جبال بني يزناسن منذ عدة آلاف السنين ، فلقد عثر العلماء على جملة مخلفات انسان تافوغالت بمغارة الحمام والتي تعود الى العصر الحجري، ويعتبر اول عرق يزناسني استوطن الجبل منذ القدم.
اشارت بعض المصادر الفرنسية(2) على أن بني يلول هم من استوطنوا جبال بني يزناسن في أول الامر، لكن طردوا من طرف السكان الجدد بعد صراعات طويلة، وبنو وطاس وهم فخذة من بني مرين الزناتيين الذين اختفوا او تفرقوا في باقي مناطق المغرب والجزائر. ومن القبائل التي استوطنت الجبال نجد ايضا بنو منزل وبنوڭيل(3)، بنومنزل طردوا من طرف الزكارة الذين كانوا مستقرين بتقربوصت الذين أُخْرِجُوا بدورهم من طرف بني يزناسن، واستقروا بالجبال الواقعة جنوب مدينة وجدة. أما بنوڭيل فقد نفوا من المنطقة واستوطنوا صحراء الظهراء (مدينة بوعرفة ونواحيها).
ويكشف لنا من خلال هذه الدراسة حول السكان الاصليون ملاحظات مهمة قد تكون مجالا للبحث والتنقيب، فجبال بني يزناسن لم تكن حكرا على السكان الاصليين فقط وانما كانت ايضا موطنا لعديد من القبائل ذات أصول مختلفة امازيغية، عربية ويهودية. فسكان جبال بني يزناسن كانوا يتجددون باستمرار بسبب التغيرات الديمغرافية.
_________________
(1): هي ديهيا هي بنت تابنة (585 م - 712 م)، قائدة عسكرية وملكة أمازيغية خلفت الملك أكسيل في حكم الأمازيغ وحكمت شمال أفريقيا وكانت تشمل مملكتها الشاسعة الجزائر وتونس وليبيا وكانت عاصمة مملكتها هي مدينة خنشلة في الأوراس شرق الجزائر
(2): De la martinière et lacroix T.1 p.196
(3): Simples notes géographiques sur les beni-Znassen, recueillies en 1908.
استوطن بنو يزناسن في أول الامر جبال الاوراس أو جهة معسكر كما تقول الرواية الاخرى، هاجروا الى الغرب حوالي 74ــ 75 هــ / 693 ــ 694 م واستوطنوا الجبال التي تحمل اسمهم والتي يقيمون بها حتى الآن، وسبب هجرتهم هو النزوح إلى مناطق الكلأ والماء للبحث عن أسباب العيش لا سيما إثر القحط الشديد الذي اجتاح البلاد نتيجة تخريب الكاهنة (1)جميع المدن والضياع، وكانت من طرابلس إلى طنجة ظلا واحدا في قرى متصلة.
هذه الهجرة لم تكن تحت أي ضغط من الفتوحات الاسلامية، أما ما يقال من أن المسلمين الفاتحين أزاحوا بعض القبائل الامازيغية عن مواطنها فأقاصيص لايؤيدها سند. هذه من بعض الروايات التي روجتها فرنسا لاثارة الفتنة بين العرب والامازيغ.
لكن هناك تساؤل يطرح نفسه، أكان الجبل خاليا من السكان؟
هناك معطيات اركوليجية تؤكد لنا تعمير جبال بني يزناسن منذ عدة آلاف السنين ، فلقد عثر العلماء على جملة مخلفات انسان تافوغالت بمغارة الحمام والتي تعود الى العصر الحجري، ويعتبر اول عرق يزناسني استوطن الجبل منذ القدم.
اشارت بعض المصادر الفرنسية(2) على أن بني يلول هم من استوطنوا جبال بني يزناسن في أول الامر، لكن طردوا من طرف السكان الجدد بعد صراعات طويلة، وبنو وطاس وهم فخذة من بني مرين الزناتيين الذين اختفوا او تفرقوا في باقي مناطق المغرب والجزائر. ومن القبائل التي استوطنت الجبال نجد ايضا بنو منزل وبنوڭيل(3)، بنومنزل طردوا من طرف الزكارة الذين كانوا مستقرين بتقربوصت الذين أُخْرِجُوا بدورهم من طرف بني يزناسن، واستقروا بالجبال الواقعة جنوب مدينة وجدة. أما بنوڭيل فقد نفوا من المنطقة واستوطنوا صحراء الظهراء (مدينة بوعرفة ونواحيها).
ويكشف لنا من خلال هذه الدراسة حول السكان الاصليون ملاحظات مهمة قد تكون مجالا للبحث والتنقيب، فجبال بني يزناسن لم تكن حكرا على السكان الاصليين فقط وانما كانت ايضا موطنا لعديد من القبائل ذات أصول مختلفة امازيغية، عربية ويهودية. فسكان جبال بني يزناسن كانوا يتجددون باستمرار بسبب التغيرات الديمغرافية.
_________________
(1): هي ديهيا هي بنت تابنة (585 م - 712 م)، قائدة عسكرية وملكة أمازيغية خلفت الملك أكسيل في حكم الأمازيغ وحكمت شمال أفريقيا وكانت تشمل مملكتها الشاسعة الجزائر وتونس وليبيا وكانت عاصمة مملكتها هي مدينة خنشلة في الأوراس شرق الجزائر
(2): De la martinière et lacroix T.1 p.196
(3): Simples notes géographiques sur les beni-Znassen, recueillies en 1908.