كانت عائلة أولاد الهبيل تسكن قصرا بثغاسروث، وتنتمي إلى فرقة أولاد الحاج، وتحت إسم أولاد الحاج عائلات الغرارفة، والتانوتيون، والخياريون، وإشطوين، واعلاين واقداين الساكنون بتقربوصت، والزراولة وهي عائلة أولاد الهبيل. والهبيل لقب سري اليهم بعادة طبيعة الالقاب وليس في إطلاقه عليهم من عيب يشمئزون به، بل انهم يفتخرون به، وافتخارهم به يدل على أنه كان أحدهم أحمقا " تفسير الهبيل ".
وقد أنجبت عائلة أولاد الهبيل عدة شخصيات لعبت أدوارا مهمة في ميدان الحكم في بني يزناسن وغيرها، أذكر منهم هنا القائد بولنوار خصيم الحاج محمد بن محمد بن البشير أو مسعود، والقائد محمد ــ فتحا ــ ، والقائد عبد القادر، والقائد ميمون، والقائد سعيد، والقائد محمد بن ميمون، والقائد امبارك وابنه البكاي وفيما يلي السيرة الذاتية له.
ولد البكاي في ابركان في 18 ابريل سنة 1907م هو البكاي بن مبارك بن المصطفى الهبيل. سبب تسميته بالبكاي هو ان والدته طامو(1) دعت الله في ضريح سيدي علي البكاي الموجود ضريحه بأجدير بني منقوش بحصول الذرية فاستجيب لها فولد لها ولد سمته البكاي تبركا بلقب الولي المذكور. ومات والده وما يزال طفلا، فاحتظنته والدته واخواله فادخل مدرسة فرنسية، ثم بعد ذلك ارسلته والدته الى المدرسة العسكرية بمكناس، فتخرج منها برتبة ضابط.
وفي الحرب العالمية الثانية شارك كضابط فيها الى جانب فرنسا فاصيب في احدى رجليه فقطعت. ولما عوفي من جروحه واستحالت ممارسته للجندية في صفوف الجيش رجع الى مسقط رأسه وعين قائدا على قبيلة بني ادرار واولاد الزعيم، مع عضويته في القيادة العسكرية العليا بوجدة، ورئيسا لجمعية قدماء المحاربين في وجدة، وفي سنة 1944م ارسل برقية لمعارضة طلب الاستقلال.
وحوالي سنة 1945م عين باشا على مدينة صفرو، وفي حوادث العرش سنة 1953م طلب منه ان يوقع على عريضة ضد سياسة المغفور له محمد الخامس، فسافر الى فرنسا في شهر يوليوز 1953م، ومكث هناك الى ان وقعت احداث غشت من نفس السنة فاعلن استقالته ببشاوية صفرو ويرفض فيها الاعتراف بعرفة ويصر على تعلقه بملكه الشرعي جلالة محمد الخامس. ومكث هناك قرابة عامين وقام باتصالات بعدة شخصيات في سبيل ارجاع جلالة محمد الخامس واسرته الى ارض الوطن، وقد ساعده حزب الاستقلال ماديا لمواصلة كفاحه هناك ، كما زوده بما احتاج اليه من ضروريات الوثائق الوطنية لتدعيم دعايته بالحجج الشرعية. وتلقى ايضا المساعدات المادية والمعنوية عن عبد القادر بن احمد بن صالح الوريمشي البوخريصي الشهير بلقب: افرانكو.
وفي اواخر يوليوز عاد الى ارض الوطن قصد الاطلاع على آخر تطورات الاحداث، وكان ضيفا على حزب الاستقلال. ثم انه استدعى الى ايكس ليبان" فرنسا" حيث شارك في محادثات التي كان من نتائجها الاتفاق على إرجاع محمد الخامس الى عرشه واعلان الاستقلال. وبمجرد مارجع محمد الخامس في 16 نونبر 1955، تشكلت حكومة وطنية كان البكاي على رأسها.
وفي اواخر ابريل 1956م سافر مع محمد الخامس الى فرنسا للمفاوضة في استقلال البلاد التام. وفي 2مارس تم الاتفاق على إستقلال البلاد وهو الذي امضى وثيقة الاستقلال بصفته رئيس الحكومة الشرعية للبلاد. ثم استقال من الحكومة الاولى واعيد تشكيل حكومة اخرى. وفي سنة 1958م استقال من هذه الرئاسة واشتغل بتكوين حزب سياسي، اطلق عليه التجمع الشعبي ثم اطلق عليه بعد شهور: حزب الحركة الشعبية .
توفي يوم 12 ابريل سنة 1961م وهو وزير الداخلية وبرتبة كولونيل في الجيش وحمل الى ابركان حيث دفن في مقبرة كدية مولاي الطيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): تنتمي القايدة طامو الى فرقة أولاد بن العادل من قبيلة أولاد الصغير عرب تريفة، زوجها هو القائد امبارك الهبيل من تغاسروت ببني عتيق. حينما طال انجابها من زوجها، تذرعت بعادة زيارة ضريح سيدي علي البكاي، فصادفت زيارتها قضاء الله فانجبت الولد الوحيد واطلقت عليه اسم المزار 'البكاي'.
امتنعت من الزاوج بعد موت زوجها القائد امبارك، وكانت ترتدي ثياب الرجال ومسدسها الى جانبها وتركب الخيل والبغال، ولا ترافق الا الرجال من حريمها، واذا استدعيت لا تاكل مع النساء مهابة ذليقة اللسان، قوية النبرة تكتفي بالابتسام محافظة على هيبتها ووقارها، واذا رأت الشريف والفقيه نزلت من على ظهر ركوبها وسلمت وطلبت الدعاء لها ولولدها البكاي، ولا تنزل إلا لهذا الصنف. وقد إشتهرت عائلة زوجها وعائلتها بالكرم وحب الرياسة والتفاني فيها.
وقد أنجبت عائلة أولاد الهبيل عدة شخصيات لعبت أدوارا مهمة في ميدان الحكم في بني يزناسن وغيرها، أذكر منهم هنا القائد بولنوار خصيم الحاج محمد بن محمد بن البشير أو مسعود، والقائد محمد ــ فتحا ــ ، والقائد عبد القادر، والقائد ميمون، والقائد سعيد، والقائد محمد بن ميمون، والقائد امبارك وابنه البكاي وفيما يلي السيرة الذاتية له.
ولد البكاي في ابركان في 18 ابريل سنة 1907م هو البكاي بن مبارك بن المصطفى الهبيل. سبب تسميته بالبكاي هو ان والدته طامو(1) دعت الله في ضريح سيدي علي البكاي الموجود ضريحه بأجدير بني منقوش بحصول الذرية فاستجيب لها فولد لها ولد سمته البكاي تبركا بلقب الولي المذكور. ومات والده وما يزال طفلا، فاحتظنته والدته واخواله فادخل مدرسة فرنسية، ثم بعد ذلك ارسلته والدته الى المدرسة العسكرية بمكناس، فتخرج منها برتبة ضابط.
وفي الحرب العالمية الثانية شارك كضابط فيها الى جانب فرنسا فاصيب في احدى رجليه فقطعت. ولما عوفي من جروحه واستحالت ممارسته للجندية في صفوف الجيش رجع الى مسقط رأسه وعين قائدا على قبيلة بني ادرار واولاد الزعيم، مع عضويته في القيادة العسكرية العليا بوجدة، ورئيسا لجمعية قدماء المحاربين في وجدة، وفي سنة 1944م ارسل برقية لمعارضة طلب الاستقلال.
وحوالي سنة 1945م عين باشا على مدينة صفرو، وفي حوادث العرش سنة 1953م طلب منه ان يوقع على عريضة ضد سياسة المغفور له محمد الخامس، فسافر الى فرنسا في شهر يوليوز 1953م، ومكث هناك الى ان وقعت احداث غشت من نفس السنة فاعلن استقالته ببشاوية صفرو ويرفض فيها الاعتراف بعرفة ويصر على تعلقه بملكه الشرعي جلالة محمد الخامس. ومكث هناك قرابة عامين وقام باتصالات بعدة شخصيات في سبيل ارجاع جلالة محمد الخامس واسرته الى ارض الوطن، وقد ساعده حزب الاستقلال ماديا لمواصلة كفاحه هناك ، كما زوده بما احتاج اليه من ضروريات الوثائق الوطنية لتدعيم دعايته بالحجج الشرعية. وتلقى ايضا المساعدات المادية والمعنوية عن عبد القادر بن احمد بن صالح الوريمشي البوخريصي الشهير بلقب: افرانكو.
وفي اواخر يوليوز عاد الى ارض الوطن قصد الاطلاع على آخر تطورات الاحداث، وكان ضيفا على حزب الاستقلال. ثم انه استدعى الى ايكس ليبان" فرنسا" حيث شارك في محادثات التي كان من نتائجها الاتفاق على إرجاع محمد الخامس الى عرشه واعلان الاستقلال. وبمجرد مارجع محمد الخامس في 16 نونبر 1955، تشكلت حكومة وطنية كان البكاي على رأسها.
وفي اواخر ابريل 1956م سافر مع محمد الخامس الى فرنسا للمفاوضة في استقلال البلاد التام. وفي 2مارس تم الاتفاق على إستقلال البلاد وهو الذي امضى وثيقة الاستقلال بصفته رئيس الحكومة الشرعية للبلاد. ثم استقال من الحكومة الاولى واعيد تشكيل حكومة اخرى. وفي سنة 1958م استقال من هذه الرئاسة واشتغل بتكوين حزب سياسي، اطلق عليه التجمع الشعبي ثم اطلق عليه بعد شهور: حزب الحركة الشعبية .
توفي يوم 12 ابريل سنة 1961م وهو وزير الداخلية وبرتبة كولونيل في الجيش وحمل الى ابركان حيث دفن في مقبرة كدية مولاي الطيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): تنتمي القايدة طامو الى فرقة أولاد بن العادل من قبيلة أولاد الصغير عرب تريفة، زوجها هو القائد امبارك الهبيل من تغاسروت ببني عتيق. حينما طال انجابها من زوجها، تذرعت بعادة زيارة ضريح سيدي علي البكاي، فصادفت زيارتها قضاء الله فانجبت الولد الوحيد واطلقت عليه اسم المزار 'البكاي'.
امتنعت من الزاوج بعد موت زوجها القائد امبارك، وكانت ترتدي ثياب الرجال ومسدسها الى جانبها وتركب الخيل والبغال، ولا ترافق الا الرجال من حريمها، واذا استدعيت لا تاكل مع النساء مهابة ذليقة اللسان، قوية النبرة تكتفي بالابتسام محافظة على هيبتها ووقارها، واذا رأت الشريف والفقيه نزلت من على ظهر ركوبها وسلمت وطلبت الدعاء لها ولولدها البكاي، ولا تنزل إلا لهذا الصنف. وقد إشتهرت عائلة زوجها وعائلتها بالكرم وحب الرياسة والتفاني فيها.