بنو يزناسن في عهد المولى عبد العزيز 1894 ــ 1908
لقى تعيين الحاج محمد الصغير رفضا من طرف قواد قبائل بني يزناسن خصوصا من القائد ميمون ولد لهبيل التغاسروتي الذي اخذ نفوذه يتعاظم بعد نكبة الحاج محمد بن البشير، وقعت مواجهات عنيفة بين الطرفين قتل القائد ميمون ولد لهبيل في إحداها، فخلفه إبن أخيه بولنوار لهبيل. في هذه الاونة تشكل لف قوي لمواجهة الحاج محمد الصغير الذي كان يسانده المخزن، فانسحب للاقامة بأكليم تارة والى صبرة ضواحي زايو و بني بويحيى تارة اخرى (1)، لم يكن باستطاعة الحاج محمد الصغير مواجهة هذا التحالف القبلي الكبير ضده حتى اخوانه من قبيلة بني وريمش قاتلوه واخرجوه من الوطن، فلجأ مرة اخرى إلى الجزائر هربا منهم.(الوثيقة رقم 9 في ادنى الصفحة)
إزداد التوتر بين قبائل بني يزناس عقب وفاة السلطان مولاي الحسن في شهر يونيو 1894، حيث اصبح القائد بولنوار الهبيل هو صاحب الكلمة النافذة في عمالة وجدة (2) ، والذي تحالف مع مع القائد حمادة البوزكاوي ــ قائد بني بوزكو ــ وعبد القادر بوترفاس النكادي ـ قائد اهل انكاد ـ ، لمحاربة الحاج محمد الصغير ، فبعث هذا الاخير رسالة تظلم إلى الصدر الاعظم أحمد بن موسى* سنة 1895 (الوثيقة رقم 10 في ادنى الصفحة). لكن فشل في مسعاه بسبب وشاية بعضهم ضد السلطان والذين سبقوه إلى ملاقاة السلطان مولاي عبد العزيز وتقديمهم هدايا له، فانخدع السلطان لذلك. اما الحاج محمد الصغير لم يستطع تقديم اي هدية تليق بالسلطان، وتشرف مكانته، فما وفد إلى فاس بهدف تهنئة السلطان الجديد، حتى ألقي عليه القبض واودع السجن في 12 فبراير 1895.(3)
كان العامل عاجزا عن وضع حدا للاضطرابات داخل العمالة، وكان يحارب من طرف بعض القواد الذين يوثرون القلاقل، من بينهم القائد بولنوار الهبيل قائد بني عتيق الذي كان يحارب جيش العامل معتمدا على حرب اللف ، فنجده يتظلم إلى السلطان عبد العزيز من سلوك عامل وجدة إدريس بن يعيش، ويتهمه من سوء التدبير، ويطلب من السلطان عزله (4) ، ويتبين من بعض الوثائق أنه صار يعيث فسادا في عمالة وجدة، لما حاول إبطال سوق شرق واد كيس لما اراد قائد قصبة السعيدية احمد بن كروم الجبوري إحداثه (5) .
بعث الحاج محمد الصغير المسجون بفاس رسالة إستعطاف إلى السلطان عبد العزيز بواسطة مولاي عرفة ابن عم السلطان المذكور. وقد ذكر فيها بولاء ووفاء أجداده لدار المخزن، استحضر بالخصوص والده الحاج محمد بن البشير الذي كان عاملا على وجدة في بداية عهد السلطان الحسن الاول، ومعلوم ان والده هذا القي عليه القبض بسلوان لما حضر لتقديم هدية للسلطان، اودع السجن بمراكش إلى ان وافته المنية. وهو ايضا جاء لتهنئة السلطان بفاس وتقديم الهدية المعتادة، غير ان المخزن أودعه السجن بناء على وشاية كاذبة صادرة عن خصومه حسب زعمه. (انظر الوثيقة رقم 11 في ادنى الصفحة)
دامت محنة الحاج محمد الصغير إلى نهاية سنة 1902 عقب قيام ثورة الروكي بوحمارة ، اطلق سراحه من السجن وعين قائدا على بني يزناسن ليقف إلى جانب المخزن العزيزي لمحاربة الثائر ، بينما انحاز القائد بولنوار الهبيل إلى صف الثائر.
وصل الحاج محمد الصغير الى قبيلته يوم 23 نونبر 1902 ، فلقي معارضة شديدة من القائد بولنوار الهبيل العتيقي، ووقعت محاولة الصلح بين الطرفين إلا ان القائد بولنوار الهبيل رفض هذا الصلح، فوقعت المواجهة بين الطرفين لقي فيها بولنوار الهبيل حتفه وانهزمت شيعته (انظر الوثيقة رقم 12 في ادنى الصفحة).
عجز الحاج محمد الصغير عن جمع كلمة بني يزناسن، بهدف القضاء على بوحمارة ، فلقد انهزم في اول مواجهة له مع انصار الروكي في موقعة قرب عيون سيدي ملوك في 5 ابريل 1903، وكان هو على راس الجيش بمعية عامل وجدة احمد بن كروم، فاستاذن الحاج محمد الصغير السلطات الفرنسية في اللجوء إلى غرب الجزائر مع اهله واتباعه ، وأصبح يلتجئ إلى إلى التراب الجزائري كلما أصبح مهددا في حياته من طرف جيوش بوحمارة وخاصة من طرف عبد القادر بوحصيرة العتيقي(6) احد انصار بوحمارة الذي هدد بقتله ان لم يتخل عن المخزن في 10 من ابريل عام 1903 ، وبذلك ترك المجال مرة اخرى أمام أولاد الهبيل الذين يمثلهم محمد ولد عبد القادر. وايضا قلقه من امكانية حدوث مشاكل جديدة مع المخزن خاف ان يقبض عليه من طرف المخزن بسبب عودة اولاد الهبيل الذين توصلوا بالامان في 22 يناير عام 1904.(7) ، وظل الامر على هذه الحال إلى أن وافته المنية سنة 1906 (8)، فخلفه نجله المنصوري في منصب القيادة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وجدة والعمالة فوانو جزء 2 ص:215
(2): اولاد البشير او مسعود بين الزعامة القبلية والخدمة المخزنية لعكاشة برحاب ص: 42
(3): وجدة والعمالة فوانو جزء 2 ص:218
(4): الوثيقة 114 من الذاكرة المحلية المغربية نموذج المغرب الشرقي ج1 ص311 عكاشة برحاب
(5): الوثيقة 54 من الذاكرة المحلية المغربية نموذج المغرب الشرقي ج2 ص177 عكاشة برحاب
(6): ظهر عبد القادر بوحصيرة العتيقي في سنة 1320هـ/1902م بمكان يدعى المقام بناحية الظهراء بإقليم وجدة، وكانت العقول منشغلة بفتنة ابي حمارة والحكومة منهمكة في إخماد نارها، فادعى في البداية انه السلطان مولاي عبد العزيز. كان ابو حصيرة مسجونا بلندن بأمر الكو لونيل هري مكلين، ثم فر من سجنه وذهب الى مكة فحج وعاد الى المغرب لطلب ملكه، فصدقه من صدقه من البسطاء الاغرار والتفوا حوله يؤيدونه ويقاتلون في سبيل استعادة ملكه المزعوم.
ولما نجح ابي حمارة في التغلب على جيوش السلطان، ومد سلطانه الى اقليم وجدة انضم اليه ابو حصيرة وصدقه في دعواه ووضع يده في يده، لان ابا حمارة كان اطلق منه لسانا وأوسع حيلة وأكثر مالا وأعز نفرا. إدعى ابا حصيرة انه السلطان عبد العزيز حقا، ولكنه تخلى عن حقه في الملك وقرر تأييد إخيه (اي بوحمارة) بزعمه المولى محمد بن الحسن الاول شقيق المولى عبد العزيز. فقنع منه ابو حمارة واستغله لتأييد حركته. ومن ذلك الوقت صار ابو حصيرة من اعضاد الفتان ابي حمارة، وشرع يشن الغارات ويقود الحملات باسمه ضد جنود المخزن والقبائل التي بقيت على ولائها للسلطان، لكن بوحمارة سرعان مانبذه لما احتل الفرنسيون مدينة وجدة نظرا للدور الذي لعبه في ذلك، فعمل عبد القادر موظفا بسيطا مع الحكام الفرنسيين .
(7): جدة والعمالة فوانو جزء 2 ص: 265
(8): اولاد البشير او مسعود بين الزعامة القبلية والخدمة المخزنية لعكاشة برحاب ص: 46
*: (2): أحمد بن موسى الشرقي البخاري المعروف ب باحماد من مواليد 1840م بمراكش. هو حاجب السلطان الحسن الأول ثم كبير وزراء السلطان عبد العزيز. يعتبر واحدا من الشخصيات المهمة والمؤثرة في تاريخ الإيالة الشريفة المغربية لدوره في تسيير البلاد في عهد السلطان مولاي عبد العزيز.وكان هو من يمسك بخيوط تسيير السلطان الصغير. عرف بقسوته وحبه للسلطة. وفي عهده قويت السيبة بشكل كبير في المغرب. كان غنيا للغاية وبنا قصر الباهية في مراكش الذي لا زال مزارا لآلاف الزوار والسياح سنويا. وُصف ابا حماد بالحرص على العبادة، كما وصف بالدهاء، واعترف له الجميع بالخبرة الواسعة في تدبير شؤون الحكم وبالتكتم في القرارات والمهارة في استغلال التنافس بين القبائل والتنظيمات الدينية، وكان شغوفا بممارسة الحكم، حريصا على ضمان تأييد الأعيان في المدن وخاصة العلماء في كل من فاس ومراكش ومكناس. وكان قاسيا لا يعرف الشفقة بأحد إذا هُددت مصالح الدولة، وكان بالرغم من نوازعه الشخصية رجل دولة مرموقا، اجتهد طيلة حياته في صون استقلال بلاده الذي بات مهددا بعد وفاة السلطان مولاي الحسن. دخلت الدولة في حالة من الفوضى بعد وفاته سنة1900م بمراكش.
لقى تعيين الحاج محمد الصغير رفضا من طرف قواد قبائل بني يزناسن خصوصا من القائد ميمون ولد لهبيل التغاسروتي الذي اخذ نفوذه يتعاظم بعد نكبة الحاج محمد بن البشير، وقعت مواجهات عنيفة بين الطرفين قتل القائد ميمون ولد لهبيل في إحداها، فخلفه إبن أخيه بولنوار لهبيل. في هذه الاونة تشكل لف قوي لمواجهة الحاج محمد الصغير الذي كان يسانده المخزن، فانسحب للاقامة بأكليم تارة والى صبرة ضواحي زايو و بني بويحيى تارة اخرى (1)، لم يكن باستطاعة الحاج محمد الصغير مواجهة هذا التحالف القبلي الكبير ضده حتى اخوانه من قبيلة بني وريمش قاتلوه واخرجوه من الوطن، فلجأ مرة اخرى إلى الجزائر هربا منهم.(الوثيقة رقم 9 في ادنى الصفحة)
إزداد التوتر بين قبائل بني يزناس عقب وفاة السلطان مولاي الحسن في شهر يونيو 1894، حيث اصبح القائد بولنوار الهبيل هو صاحب الكلمة النافذة في عمالة وجدة (2) ، والذي تحالف مع مع القائد حمادة البوزكاوي ــ قائد بني بوزكو ــ وعبد القادر بوترفاس النكادي ـ قائد اهل انكاد ـ ، لمحاربة الحاج محمد الصغير ، فبعث هذا الاخير رسالة تظلم إلى الصدر الاعظم أحمد بن موسى* سنة 1895 (الوثيقة رقم 10 في ادنى الصفحة). لكن فشل في مسعاه بسبب وشاية بعضهم ضد السلطان والذين سبقوه إلى ملاقاة السلطان مولاي عبد العزيز وتقديمهم هدايا له، فانخدع السلطان لذلك. اما الحاج محمد الصغير لم يستطع تقديم اي هدية تليق بالسلطان، وتشرف مكانته، فما وفد إلى فاس بهدف تهنئة السلطان الجديد، حتى ألقي عليه القبض واودع السجن في 12 فبراير 1895.(3)
كان العامل عاجزا عن وضع حدا للاضطرابات داخل العمالة، وكان يحارب من طرف بعض القواد الذين يوثرون القلاقل، من بينهم القائد بولنوار الهبيل قائد بني عتيق الذي كان يحارب جيش العامل معتمدا على حرب اللف ، فنجده يتظلم إلى السلطان عبد العزيز من سلوك عامل وجدة إدريس بن يعيش، ويتهمه من سوء التدبير، ويطلب من السلطان عزله (4) ، ويتبين من بعض الوثائق أنه صار يعيث فسادا في عمالة وجدة، لما حاول إبطال سوق شرق واد كيس لما اراد قائد قصبة السعيدية احمد بن كروم الجبوري إحداثه (5) .
بعث الحاج محمد الصغير المسجون بفاس رسالة إستعطاف إلى السلطان عبد العزيز بواسطة مولاي عرفة ابن عم السلطان المذكور. وقد ذكر فيها بولاء ووفاء أجداده لدار المخزن، استحضر بالخصوص والده الحاج محمد بن البشير الذي كان عاملا على وجدة في بداية عهد السلطان الحسن الاول، ومعلوم ان والده هذا القي عليه القبض بسلوان لما حضر لتقديم هدية للسلطان، اودع السجن بمراكش إلى ان وافته المنية. وهو ايضا جاء لتهنئة السلطان بفاس وتقديم الهدية المعتادة، غير ان المخزن أودعه السجن بناء على وشاية كاذبة صادرة عن خصومه حسب زعمه. (انظر الوثيقة رقم 11 في ادنى الصفحة)
دامت محنة الحاج محمد الصغير إلى نهاية سنة 1902 عقب قيام ثورة الروكي بوحمارة ، اطلق سراحه من السجن وعين قائدا على بني يزناسن ليقف إلى جانب المخزن العزيزي لمحاربة الثائر ، بينما انحاز القائد بولنوار الهبيل إلى صف الثائر.
وصل الحاج محمد الصغير الى قبيلته يوم 23 نونبر 1902 ، فلقي معارضة شديدة من القائد بولنوار الهبيل العتيقي، ووقعت محاولة الصلح بين الطرفين إلا ان القائد بولنوار الهبيل رفض هذا الصلح، فوقعت المواجهة بين الطرفين لقي فيها بولنوار الهبيل حتفه وانهزمت شيعته (انظر الوثيقة رقم 12 في ادنى الصفحة).
عجز الحاج محمد الصغير عن جمع كلمة بني يزناسن، بهدف القضاء على بوحمارة ، فلقد انهزم في اول مواجهة له مع انصار الروكي في موقعة قرب عيون سيدي ملوك في 5 ابريل 1903، وكان هو على راس الجيش بمعية عامل وجدة احمد بن كروم، فاستاذن الحاج محمد الصغير السلطات الفرنسية في اللجوء إلى غرب الجزائر مع اهله واتباعه ، وأصبح يلتجئ إلى إلى التراب الجزائري كلما أصبح مهددا في حياته من طرف جيوش بوحمارة وخاصة من طرف عبد القادر بوحصيرة العتيقي(6) احد انصار بوحمارة الذي هدد بقتله ان لم يتخل عن المخزن في 10 من ابريل عام 1903 ، وبذلك ترك المجال مرة اخرى أمام أولاد الهبيل الذين يمثلهم محمد ولد عبد القادر. وايضا قلقه من امكانية حدوث مشاكل جديدة مع المخزن خاف ان يقبض عليه من طرف المخزن بسبب عودة اولاد الهبيل الذين توصلوا بالامان في 22 يناير عام 1904.(7) ، وظل الامر على هذه الحال إلى أن وافته المنية سنة 1906 (8)، فخلفه نجله المنصوري في منصب القيادة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وجدة والعمالة فوانو جزء 2 ص:215
(2): اولاد البشير او مسعود بين الزعامة القبلية والخدمة المخزنية لعكاشة برحاب ص: 42
(3): وجدة والعمالة فوانو جزء 2 ص:218
(4): الوثيقة 114 من الذاكرة المحلية المغربية نموذج المغرب الشرقي ج1 ص311 عكاشة برحاب
(5): الوثيقة 54 من الذاكرة المحلية المغربية نموذج المغرب الشرقي ج2 ص177 عكاشة برحاب
(6): ظهر عبد القادر بوحصيرة العتيقي في سنة 1320هـ/1902م بمكان يدعى المقام بناحية الظهراء بإقليم وجدة، وكانت العقول منشغلة بفتنة ابي حمارة والحكومة منهمكة في إخماد نارها، فادعى في البداية انه السلطان مولاي عبد العزيز. كان ابو حصيرة مسجونا بلندن بأمر الكو لونيل هري مكلين، ثم فر من سجنه وذهب الى مكة فحج وعاد الى المغرب لطلب ملكه، فصدقه من صدقه من البسطاء الاغرار والتفوا حوله يؤيدونه ويقاتلون في سبيل استعادة ملكه المزعوم.
ولما نجح ابي حمارة في التغلب على جيوش السلطان، ومد سلطانه الى اقليم وجدة انضم اليه ابو حصيرة وصدقه في دعواه ووضع يده في يده، لان ابا حمارة كان اطلق منه لسانا وأوسع حيلة وأكثر مالا وأعز نفرا. إدعى ابا حصيرة انه السلطان عبد العزيز حقا، ولكنه تخلى عن حقه في الملك وقرر تأييد إخيه (اي بوحمارة) بزعمه المولى محمد بن الحسن الاول شقيق المولى عبد العزيز. فقنع منه ابو حمارة واستغله لتأييد حركته. ومن ذلك الوقت صار ابو حصيرة من اعضاد الفتان ابي حمارة، وشرع يشن الغارات ويقود الحملات باسمه ضد جنود المخزن والقبائل التي بقيت على ولائها للسلطان، لكن بوحمارة سرعان مانبذه لما احتل الفرنسيون مدينة وجدة نظرا للدور الذي لعبه في ذلك، فعمل عبد القادر موظفا بسيطا مع الحكام الفرنسيين .
(7): جدة والعمالة فوانو جزء 2 ص: 265
(8): اولاد البشير او مسعود بين الزعامة القبلية والخدمة المخزنية لعكاشة برحاب ص: 46
*: (2): أحمد بن موسى الشرقي البخاري المعروف ب باحماد من مواليد 1840م بمراكش. هو حاجب السلطان الحسن الأول ثم كبير وزراء السلطان عبد العزيز. يعتبر واحدا من الشخصيات المهمة والمؤثرة في تاريخ الإيالة الشريفة المغربية لدوره في تسيير البلاد في عهد السلطان مولاي عبد العزيز.وكان هو من يمسك بخيوط تسيير السلطان الصغير. عرف بقسوته وحبه للسلطة. وفي عهده قويت السيبة بشكل كبير في المغرب. كان غنيا للغاية وبنا قصر الباهية في مراكش الذي لا زال مزارا لآلاف الزوار والسياح سنويا. وُصف ابا حماد بالحرص على العبادة، كما وصف بالدهاء، واعترف له الجميع بالخبرة الواسعة في تدبير شؤون الحكم وبالتكتم في القرارات والمهارة في استغلال التنافس بين القبائل والتنظيمات الدينية، وكان شغوفا بممارسة الحكم، حريصا على ضمان تأييد الأعيان في المدن وخاصة العلماء في كل من فاس ومراكش ومكناس. وكان قاسيا لا يعرف الشفقة بأحد إذا هُددت مصالح الدولة، وكان بالرغم من نوازعه الشخصية رجل دولة مرموقا، اجتهد طيلة حياته في صون استقلال بلاده الذي بات مهددا بعد وفاة السلطان مولاي الحسن. دخلت الدولة في حالة من الفوضى بعد وفاته سنة1900م بمراكش.
الوثيقة رقم 9
من شیخ زاویة سیدي رمضان في شأن النزاع الواقع بین بني وریمش ومحمد بن البشیر الصغیر (1894 - 4 - 8)
" الحمد وحده وصلى الله على سیدنا ومولانا محمد وآله وسلم . أید الله تعالى بمنه وأعان بفضله مقام سیدنا ومولانا أمیر المؤمنین ناصر الدین وقاھر الظالمین ، بعد تقبیل حاشیة البساط الشریف وأداء ما یجب لمولانا من التبجیل والتشریف ، وإھداء عاطر السلام بأسمى التحیة والإكرام وبعد ، كنا وجھنا مكاتب عدیدة للحضرة الشریفة لما كان سیدنا أیده الله في حركته السعیدة بالصحراء، ووجھناھم على ید الخدیم الطریس ، ولم یأت لنا جواب ، ولم نعلموا (كذا) ما السبب في تأخیر الأجوبة الشریفة إلینا ، مع أننا من خاصة نصحائكم ، جعل الله المانع خیرا ، وأیضا الإعلام لسیدنا نصره الله أن ھذه النواحي في غایة الھناء والعافیة والخصب في النبات الأخضر ، إلا ما وقع بین بني وریمش وأخیھم الخدیم الحاج محمد بن ال وریـمـ بشیر ، بأنھم أخرجوه من البلاد، ونزل بعجرود بالإیالة الشرقیة ، كما نحب من سیدنا أعزه الله أن یكتب لنا كتابا شریفا لعمال الوطن توصیة علینا بالتوقیر والاحترام ، والله تعالى یجازي سیدنا بإحسانه ویوفه لصالح أعماله ، وعلى المحبة والخدمة الشریفة ، والسلام ، في 2 شوال الأبرك عام 1311 . " محمد أبو الأنوار بن المكي لطف الله به
من الذاكرة المحلة المغربية نموذج الجهة الشرقية ج 1 ص:157 ــ عكاشة برحاب
الوثيقة رقم 9
الوثيقة 10
رسالة تظلم من الحاج محمد الصغير إلى الصدر الاعظم
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
حفظ الله بمنه مقام الرئيس الاسعد وزير سيدنا الفقيه العلامة سيدي احمد بن موسى امنك الله ورعاك ومن كل سوء وشر وقاك، وسلام عليك ورحمة الله وبركاته بوجود مولانا ابّد الله ملكه ونصره، وما يجب به اعلام سيدنا من هاذه (كذ) الوطن على ماهم عليه من اللفوف الشيطانية التي نهى الله عليها وسيدنا المقدس برحمة الله، ولن يحصل عليهم طائل للخدمة الشريفة، وسبب فسد كلمة المخزانية (كذ) في هاذه (كذ) الوطن وعمات
(كذ) القبائل، على العمال السبب في هاذه (كذ) القضية، حمادة البوزكاوي وعبد القادر بوترفاس النجادي وبولنوار العتيقي التغاسروتي وما يليهم من حزبهم الشيطاني وانحالا عقد المخزانية (كذ) وانحراف كل ايالة عن عاملها من ذاك الوقت التي كان مداد (كذ) سيدنا المقدس برحمة الله مع ولده سيدي مولاي عمار (كذ) هنا بوطننا، وكان يامر سيدنا العمال المذكورين بشد العضد للعمال الذين انحرفت عليهم ايالتهم، فعكسوت ما امرهم به سيدنا وصاروا يشد (كذ) العضد للفساد المنحرفين عن عمالهم ويقلبون الحقائق لسيدنا ويريدون ان يجعل لهم سيدنا عمال (كذ) عند نظرهم ليس عند نظره. فنحن والله لو وجدنا عمال الوطن على نظر سيدنا فنكون في خدمة الله إخوانا وعلى الخدمة الشريفة اعوانا، لكن لازالوا مشتغلين بالفساد حتى يفسدوا الجميع، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فنحن كرهونا وبغضونا هاذه (كذ) العمال من جانب خدمتنا الصادقة مع سيدنا ولم نتبعهم في اللف الشيطاني، ورجعوا علينا وقطعوا اشجارنا وخربوا ديارنا واخذوا اثاثنا ، لكن لن يهمنا ذلك في طاعة الله ورسوله وامير المؤمنين، ونحن على تعاهدنا به معك في النزول في المحل الذي تكرم به علينا سيدنا بمدينة فاس، ونحب سيدنا ان يامر عمال هاذه (كد) الوطن يقدمون لحضرته الشريفة حتى يكون (كذا) بين يديه ويرشدهم لما فيه صلاح الامر الشريف، وينظر الطائع من العاصي، ونحب ان تستجلب لنا دعاء الخير من سيدنا ومولانا عبد العزيز ايده الله ونصره، ونحبك لا تقبل فينا كلام الوشات (كذ) والحاسدين الذين لا يريدون إلا فسادا، ولا تنظر فينا قصرنا (كذ) على القدوم لحضرة سيدنا الا من قلة الزاد واليد الفارغة ، وان امرنا سيدنا بالقدوم نقدم عزما من رجوع الجواب ان تفضلت علينا به. والوارد عليك الشريف البركة سيدي محمد بن عبد الله الريسوني القاطن بزاوية في الحدود، وهو الذي يبصرك ويبصر سيدنا بجميع امور هاذه (كذ) الوطن، فهو من اهل محبة سيدنا، ونحن على الخدمة الشريفة والسلام 17 ربيع الثاني عام 1312."
(8 ــ 10 ــ 1894)
طابع صغير يليه التوقيع التالي
خديم سيده محمد بن الحاج محمد بن البشير
اولاد البشير بن مسعود بين الزعامة القبلية والخدمة المخزنية ص: 43
رسالة تظلم من الحاج محمد الصغير إلى الصدر الاعظم
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
حفظ الله بمنه مقام الرئيس الاسعد وزير سيدنا الفقيه العلامة سيدي احمد بن موسى امنك الله ورعاك ومن كل سوء وشر وقاك، وسلام عليك ورحمة الله وبركاته بوجود مولانا ابّد الله ملكه ونصره، وما يجب به اعلام سيدنا من هاذه (كذ) الوطن على ماهم عليه من اللفوف الشيطانية التي نهى الله عليها وسيدنا المقدس برحمة الله، ولن يحصل عليهم طائل للخدمة الشريفة، وسبب فسد كلمة المخزانية (كذ) في هاذه (كذ) الوطن وعمات
(كذ) القبائل، على العمال السبب في هاذه (كذ) القضية، حمادة البوزكاوي وعبد القادر بوترفاس النجادي وبولنوار العتيقي التغاسروتي وما يليهم من حزبهم الشيطاني وانحالا عقد المخزانية (كذ) وانحراف كل ايالة عن عاملها من ذاك الوقت التي كان مداد (كذ) سيدنا المقدس برحمة الله مع ولده سيدي مولاي عمار (كذ) هنا بوطننا، وكان يامر سيدنا العمال المذكورين بشد العضد للعمال الذين انحرفت عليهم ايالتهم، فعكسوت ما امرهم به سيدنا وصاروا يشد (كذ) العضد للفساد المنحرفين عن عمالهم ويقلبون الحقائق لسيدنا ويريدون ان يجعل لهم سيدنا عمال (كذ) عند نظرهم ليس عند نظره. فنحن والله لو وجدنا عمال الوطن على نظر سيدنا فنكون في خدمة الله إخوانا وعلى الخدمة الشريفة اعوانا، لكن لازالوا مشتغلين بالفساد حتى يفسدوا الجميع، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فنحن كرهونا وبغضونا هاذه (كذ) العمال من جانب خدمتنا الصادقة مع سيدنا ولم نتبعهم في اللف الشيطاني، ورجعوا علينا وقطعوا اشجارنا وخربوا ديارنا واخذوا اثاثنا ، لكن لن يهمنا ذلك في طاعة الله ورسوله وامير المؤمنين، ونحن على تعاهدنا به معك في النزول في المحل الذي تكرم به علينا سيدنا بمدينة فاس، ونحب سيدنا ان يامر عمال هاذه (كد) الوطن يقدمون لحضرته الشريفة حتى يكون (كذا) بين يديه ويرشدهم لما فيه صلاح الامر الشريف، وينظر الطائع من العاصي، ونحب ان تستجلب لنا دعاء الخير من سيدنا ومولانا عبد العزيز ايده الله ونصره، ونحبك لا تقبل فينا كلام الوشات (كذ) والحاسدين الذين لا يريدون إلا فسادا، ولا تنظر فينا قصرنا (كذ) على القدوم لحضرة سيدنا الا من قلة الزاد واليد الفارغة ، وان امرنا سيدنا بالقدوم نقدم عزما من رجوع الجواب ان تفضلت علينا به. والوارد عليك الشريف البركة سيدي محمد بن عبد الله الريسوني القاطن بزاوية في الحدود، وهو الذي يبصرك ويبصر سيدنا بجميع امور هاذه (كذ) الوطن، فهو من اهل محبة سيدنا، ونحن على الخدمة الشريفة والسلام 17 ربيع الثاني عام 1312."
(8 ــ 10 ــ 1894)
طابع صغير يليه التوقيع التالي
خديم سيده محمد بن الحاج محمد بن البشير
اولاد البشير بن مسعود بين الزعامة القبلية والخدمة المخزنية ص: 43
الوثيقة رقم 11
رسالة القائد محمد الصغير في شأن إطلاق سراحه
الرسالة مؤرخة في 29 محرم 1319 الموافق 4 مايو 1901.
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
أدام الله سعادة سيدنا وسندنا، ومن على الله وعليه واعتمادنا، الشريف البركة الخليفة الاسعد سيدنا ومولاي عرفة، السلام على مقام سيدنا السعيد، ورحمة الله تتوالى وتزيد وبركاته عن خير مولانا ايده الله، يليه سيدي هنا تجديد الكتابة لسيادتك أن تنظر فينا الله، وتفقد احوالنا لدى الجانب العالي بالله، ووزيره الاسعد في استجلاب خاطر سيدنا يمن علينا بالتسريح ويؤمن خوفنا، ولا تخيب رجاءنا فيه وظننا في سيدنا جميل، وقد طال سجننا، ولا عرفنا ما ذنوبنا ، ومع قدومنا في اول نصر سيدنا ومولانا عبد العزيز، اعز الله به الدين قبل قدوم عمال بني يزناسن وانجاد، حين بلغنا لاعتابكم الشريفة، قبلتم فينا كلام الحاسدين لنا في خدمتكم الشريفة، وسمعتم فينا كلام المنافقين في صدقهم وخدمتهم معكم، فنحن سيدي اقسمت بالله وجدكم رسول الله ما قصرنا شيئا في الخدمة والنصيحة والصدق في دار النبي، بان لا شك محبتنا في خير محبتكم او في ضميرنا غيرها غدا بين يدي الله لم يشفع فينا جدكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فان محبتكم فرض من الله واجبة على كل مسلم ولامحيد لنا على اعتابكم الشريفة ومحبتكم، وعن النبي صلى عليه وسلم من راى من اميره شيىا يكرهه فليصبر، فانه ليس احد يفارق الجماعة شبرا فيمت، الا مات ميتة جاهلية، فنطلب الله تعالى السلامة والعافية من ذلك، وايدا قال اسمعوا و اطيعوا وان استعمل عليكم عبدا حبشيا، فانتم سيدي مقلدون برقابنا، ومحبتنا في جنابكم لله وجدكم رسول الله، وكذا اسلافنا مع اسلافكم ، لان والدنا رحمة الله عليه تلقى لسيدنا ومولانا الحسن ــ قدس الله روحه في الجنة ــ اول نصره حين خرج للريف اول مرة في قصبة سلوان بهدية قدرها خمسة واربعون الف ريال مع متابعتها من الخيل ذعيرة، وكانت خدمة اسلافنا مع اسلافكم ليس هي لغرض الدنيا، كانت لله، ولا يبقى لنا خاطر (فيما اقتضى نظر سيدنا) على تربيتنا، لاننا لاشك لنا ننال بها خير الدارين لنا ولذريتنا مع الله وسيدنا نصره الله، فنحب من سيادتكم لا تسمعوا فينا كلام الحاسدين لنا الذين يريدون الا الخوض والفساد، فقد طال علينا مدة السجن مع قلة المصروف ولا ما نلبس، واولادنا واملاكنا تركناهم مثقلين بكثرة الديون، ولا رحم لنا في السجن سوى الله وسيدنا نصره الله، فنحب من سيدنا إذا اقتضى نظره لم يسرحنا لبلادنا نكون تحت ركابكم وجناحكم افضل لنا من رجوعنا الى بلادنا، لانها لم يبق لنا فيها رحمة في ديننا ولا في دنيانا، وقد وجدنا الراحة في السجن، لم نجدوها في تلك الناحية، وعن السادة الكرام من كان مسلما وبدنه في عافية، فقد اجتمع عليه سيدي نعيم وسيدي نعيم الاخرة، لان نعيم الدنيا هو العافية، ونعيم الاخرة هو الاسلام، والحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة. والعبد يرجى من المالك القادر ان يعطف خاطر سيدنا عنا، يمن علينا بالفرج ورفع الحرج، فالله تعالى وتبارك حليم كريم، لا يعجل العقوبة على من عصاه اكراما واجلالا لوجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم من اعطى حظه من الرفق ما لا يعطي على العنف، فنحب من سيدنا ان ينظر لحال ضعفنا ولا يحافينا بوصفنا، فان كان سجننا طائلا نحب سيدنا يزاودنا بالمؤونة والكسوة، لاننا لارحم لنا سوى الله وسيدنا نصره الله، فنحب سيدي تشفع فينا لله واجرك على الله، فنحن لا مرجى لنا ولا ملجأ إلا الله وسيادتكم، والسلام في منتصف محرم الحرام عام 1319".
خديمكم محمد بن الحاج محمد بن البشير اليزناسني بسجن الدكاكين، الله وليه ومولاه
من الذاكرة المحلة المغربية نموذج الجهة الشرقية ج 2 ص:292 ــ عكاشة برحاب
رسالة القائد محمد الصغير في شأن إطلاق سراحه
الرسالة مؤرخة في 29 محرم 1319 الموافق 4 مايو 1901.
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
أدام الله سعادة سيدنا وسندنا، ومن على الله وعليه واعتمادنا، الشريف البركة الخليفة الاسعد سيدنا ومولاي عرفة، السلام على مقام سيدنا السعيد، ورحمة الله تتوالى وتزيد وبركاته عن خير مولانا ايده الله، يليه سيدي هنا تجديد الكتابة لسيادتك أن تنظر فينا الله، وتفقد احوالنا لدى الجانب العالي بالله، ووزيره الاسعد في استجلاب خاطر سيدنا يمن علينا بالتسريح ويؤمن خوفنا، ولا تخيب رجاءنا فيه وظننا في سيدنا جميل، وقد طال سجننا، ولا عرفنا ما ذنوبنا ، ومع قدومنا في اول نصر سيدنا ومولانا عبد العزيز، اعز الله به الدين قبل قدوم عمال بني يزناسن وانجاد، حين بلغنا لاعتابكم الشريفة، قبلتم فينا كلام الحاسدين لنا في خدمتكم الشريفة، وسمعتم فينا كلام المنافقين في صدقهم وخدمتهم معكم، فنحن سيدي اقسمت بالله وجدكم رسول الله ما قصرنا شيئا في الخدمة والنصيحة والصدق في دار النبي، بان لا شك محبتنا في خير محبتكم او في ضميرنا غيرها غدا بين يدي الله لم يشفع فينا جدكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فان محبتكم فرض من الله واجبة على كل مسلم ولامحيد لنا على اعتابكم الشريفة ومحبتكم، وعن النبي صلى عليه وسلم من راى من اميره شيىا يكرهه فليصبر، فانه ليس احد يفارق الجماعة شبرا فيمت، الا مات ميتة جاهلية، فنطلب الله تعالى السلامة والعافية من ذلك، وايدا قال اسمعوا و اطيعوا وان استعمل عليكم عبدا حبشيا، فانتم سيدي مقلدون برقابنا، ومحبتنا في جنابكم لله وجدكم رسول الله، وكذا اسلافنا مع اسلافكم ، لان والدنا رحمة الله عليه تلقى لسيدنا ومولانا الحسن ــ قدس الله روحه في الجنة ــ اول نصره حين خرج للريف اول مرة في قصبة سلوان بهدية قدرها خمسة واربعون الف ريال مع متابعتها من الخيل ذعيرة، وكانت خدمة اسلافنا مع اسلافكم ليس هي لغرض الدنيا، كانت لله، ولا يبقى لنا خاطر (فيما اقتضى نظر سيدنا) على تربيتنا، لاننا لاشك لنا ننال بها خير الدارين لنا ولذريتنا مع الله وسيدنا نصره الله، فنحب من سيادتكم لا تسمعوا فينا كلام الحاسدين لنا الذين يريدون الا الخوض والفساد، فقد طال علينا مدة السجن مع قلة المصروف ولا ما نلبس، واولادنا واملاكنا تركناهم مثقلين بكثرة الديون، ولا رحم لنا في السجن سوى الله وسيدنا نصره الله، فنحب من سيدنا إذا اقتضى نظره لم يسرحنا لبلادنا نكون تحت ركابكم وجناحكم افضل لنا من رجوعنا الى بلادنا، لانها لم يبق لنا فيها رحمة في ديننا ولا في دنيانا، وقد وجدنا الراحة في السجن، لم نجدوها في تلك الناحية، وعن السادة الكرام من كان مسلما وبدنه في عافية، فقد اجتمع عليه سيدي نعيم وسيدي نعيم الاخرة، لان نعيم الدنيا هو العافية، ونعيم الاخرة هو الاسلام، والحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة. والعبد يرجى من المالك القادر ان يعطف خاطر سيدنا عنا، يمن علينا بالفرج ورفع الحرج، فالله تعالى وتبارك حليم كريم، لا يعجل العقوبة على من عصاه اكراما واجلالا لوجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم من اعطى حظه من الرفق ما لا يعطي على العنف، فنحب من سيدنا ان ينظر لحال ضعفنا ولا يحافينا بوصفنا، فان كان سجننا طائلا نحب سيدنا يزاودنا بالمؤونة والكسوة، لاننا لارحم لنا سوى الله وسيدنا نصره الله، فنحب سيدي تشفع فينا لله واجرك على الله، فنحن لا مرجى لنا ولا ملجأ إلا الله وسيادتكم، والسلام في منتصف محرم الحرام عام 1319".
خديمكم محمد بن الحاج محمد بن البشير اليزناسني بسجن الدكاكين، الله وليه ومولاه
من الذاكرة المحلة المغربية نموذج الجهة الشرقية ج 2 ص:292 ــ عكاشة برحاب
الوثيقة رقم 12
من عامل وجدة في شان الاقتتال الواقع بين القائد بولنوار الهبيل العتيقي والقائد محمد الصغير ولد البشير او مسعود الوريمشي 20 ــ 1 ــ 1903
" الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله.
محبنا الاجل الارضي نائب سيدنا الفقيه السيد الحاج محمد بن العربي الطريس، امنك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير سيدنا نصره الله وبعد، فتعلم ان ولد البشير او مسعود لما سرحه سيدنا، ووصل إلى داره وهنوه اخوانه بالسلامة، وحاولوا صلحه مع القائدئ بولنوار الهبيل العتيقي، فلم يقدر الله ذلك لتمنع ولد الهبيل من الصلح معه، وبقي الكلام يروج بينهما والعداوة تتزايد وتتربى بينهما الى ان جمع كل منهما حزبه، وزحفوا لبعضهم يوم السبت سابع عشر من شهر التاريخ ، فانهزم الهبيل وجموعه، وتبعهم اولاد البشير او مسعود ومن معه الى ان اوصله لخيامهم، فمات الهبيل وعشرون رجلا من اخوانه، واستولى ولد البشير على ما في الحلة، وسلبوا النساء والدراري ولا يظلم ربك احدا، وقد اعلمت سيدنا في هذه المكاتب الواصلة اليك مع هذا بهذا الامر، واعلمت سعادتك لتكون على بال، فنحبك توجيههم عاجلا مع اول قادم مع لتاب آخر لاخينا السيد قاسم جوابا لكتابه الذي ورد لنا منه على يدك بارك الله لنا فيك، والبلد ونواحيها وسائر الوطن هنا هانيا سالما، لا من يشوش البال من فضل الله ووجود مولانا المنصور بالله، دام مجده وعلاه، وعلى المحبة والسلام في 20 شوال 1320". (20 ــ 1 ــ 1903)
احمد بن كروم الجبوري امنه الله
من الذاكرة المحلة المغربية نموذج الجهة الشرقية ج 2 ص:384 ــ عكاشة برحاب
من عامل وجدة في شان الاقتتال الواقع بين القائد بولنوار الهبيل العتيقي والقائد محمد الصغير ولد البشير او مسعود الوريمشي 20 ــ 1 ــ 1903
" الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله.
محبنا الاجل الارضي نائب سيدنا الفقيه السيد الحاج محمد بن العربي الطريس، امنك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير سيدنا نصره الله وبعد، فتعلم ان ولد البشير او مسعود لما سرحه سيدنا، ووصل إلى داره وهنوه اخوانه بالسلامة، وحاولوا صلحه مع القائدئ بولنوار الهبيل العتيقي، فلم يقدر الله ذلك لتمنع ولد الهبيل من الصلح معه، وبقي الكلام يروج بينهما والعداوة تتزايد وتتربى بينهما الى ان جمع كل منهما حزبه، وزحفوا لبعضهم يوم السبت سابع عشر من شهر التاريخ ، فانهزم الهبيل وجموعه، وتبعهم اولاد البشير او مسعود ومن معه الى ان اوصله لخيامهم، فمات الهبيل وعشرون رجلا من اخوانه، واستولى ولد البشير على ما في الحلة، وسلبوا النساء والدراري ولا يظلم ربك احدا، وقد اعلمت سيدنا في هذه المكاتب الواصلة اليك مع هذا بهذا الامر، واعلمت سعادتك لتكون على بال، فنحبك توجيههم عاجلا مع اول قادم مع لتاب آخر لاخينا السيد قاسم جوابا لكتابه الذي ورد لنا منه على يدك بارك الله لنا فيك، والبلد ونواحيها وسائر الوطن هنا هانيا سالما، لا من يشوش البال من فضل الله ووجود مولانا المنصور بالله، دام مجده وعلاه، وعلى المحبة والسلام في 20 شوال 1320". (20 ــ 1 ــ 1903)
احمد بن كروم الجبوري امنه الله
من الذاكرة المحلة المغربية نموذج الجهة الشرقية ج 2 ص:384 ــ عكاشة برحاب